على رغم ظهور فضائيات شعبية عدة، إلا أن الإذاعات لا تزال تنافس في البرامج المتخصصة بالشعر، إذ استضافت شعراء رفضوا الظهور في القنوات الشعبية، لكنهم عادوا وتواصلوا عن طريق برامج إذاعية شعرية. وتفوقت الإذاعات خلال الأعوام القليلة الماضية في تقديم برامج شعرية، وكذلك قصائد لشعراء، وأصبحت مقصداً لعدد من الشعراء، الذين اتجهوا إلى الظهور الإذاعي، كونه لا يكلفهم سوى الحضور فقط، بعكس اللقاء التلفزيوني. وقال مذيع برنامج «سهارى» على إذاعة «جدة» الإعلامي والشاعر عبدالرحمن القبيسي: «الشعراء يبحثون عن البرنامج الشعري الناجح والمذيع المتألق في الطرح، ليبتعدوا عن الأسئلة التقليدية»، لافتاً إلى وجود وسطاء في الساحة الشعرية، لاستضافة أسماء معينة، لكن المبدع يفرض نفسه على جميع البرامج. وأضاف أن المشاركة في برنامجه مفتوحة للجنسين، وجائزة لأفضل المتصلين في طرح السؤال على الضيف لنبتعد عن الأسئلة التقليدية التي تحرج الشاعر، بهدف رفع مستوى الطرح. وذكر أنه يعتمد في اختيار ضيوفه على المسابقات الشعرية، خصوصاً بعد انتهاء المسابقة، لكشف تفاصيل حياته الشعرية، مشيراً إلى أن البرامج الإذاعية الشعرية تحتاج إلى دعم إعلامي، والاهتمام بما تقدمه عبر أثيرها. وأكدت مذيعة برنامج مساء الأربعاء على إذاعة «الرياض» أنها لا تواجه مشكلات في موافقة الشعراء على المشاركة في برنامجها، كونه فرصة لهم، إذ اعتبرته أفضل من ظهورهم على القنوات الشعرية التي تأجج العنصرية، ولا يوجد بها نكهة شعرية تحفظ للشاعر أو الشاعرة مكانته. وأضافت: «الشعراء والشاعرات يقترحون لنا استضافة أسماء شعرية عانت من التهميش الإعلامي، وبحاجة إلى الوقوف معهم للظهور عبر برنامجي»، لافتةً إلى أنه من الضروري أن يكون المذيع قريباً من الشاعر بنفس المشاعر، ومتذوق للشعر بشكل جميل. وتابعت: «البرنامج الإذاعي يعتبر المتنفس الوحيد للشاعرات، كون عدد منهن يرفض ذويهن ظهورهن إلى الإعلام»، مشيرةً إلى أنها ضد طرح جوائز للمتصلين في البرامج الإذاعية. وعن المنافسة الإعلامية بين البرامج الإذاعية والقنوات الشعبية، قالت: «لم تخطف القنوات الشعرية الأضواء، كون إمكاناتها متواضعة، ولا تنجح في تقديم الموروث الشعري الجميل»، مؤكدةً أن البرنامج الشعري الإذاعي أفضل مما يقدمه القنوات الشعرية. وذكر مذيع برنامج نبضك على إذاعة (ufm) بندر الحمودي أن هناك مشكلات يواجهها مع الشعراء، تكمن في الاعتذارات عن الحضور، ومعظمها غير مقنع لهم، لافتاً إلى أن الشاعرات يفضلن المشاركة في البرنامج الإذاعي أكثر من التلفزيوني. وأضاف أن القنوات الشعبية تقبل بأي شاعر، وهذا غير موجود في الإذاعات، إذ لا تقبل برامجها إلا بشعراء مشهورين، ولهم تجربة شعرية مميزة.