تهل المواسم على أبها الفاتنة في حضن الجبل، فتستثير الجميع للارتماء في سفحها. تستقبل سيدة عسير الأولى 1.5 مليون سنويا عبر مطار إقليمي صغير. تعطي أبها الرعد والبرق شأنا آخر فتتذكر أنها أصغر من أن تهبط الطائرات العملاقة على مدرج مطارها الإقليمي. يزحف المطر إلى الأودية فتقفز إلى السماء الطائرات الصغيرة كالجنادب. يعلن عن وصول رحلة جديدة في الصالة الضيقة، فتنطلق من الأنفس مشاعر ضيق ويعلن عن موعد إقلاع رحلة فتقفز من الأنفس أحاسيس نسجتها خيوط الانتظار. الضيق يلف المكان والتكدس سمة مطار أبها الإقليمي وهنا يسأل خالد القحطاني المنتظر بحقيبته في الصالة «إلى متى ونحن نعاني الأمرين كلما دخلنا هذا المطار؟». ويضيف: «منطقة عسير شاسعة المساحة وكثيفة السكان، وبالتالي كان يجب أن يتم تطوير مرافق المطار بما يتلاءم مع النمو السكاني للمنطقة». ويقول شاهر الشهراني: «أنا في المطار منذ تسع ساعات ولم يتسن لي المغادرة عبر الرحلات السابقة لمدينة الرياض، رغم أن ظرفا طارئا قد حصل لي، فمن يتحمل تبعات تأخيري في هذا المطار الضيق كل هذا الوقت؟». إنه اليوم العالمي لطرح الأسئلة. ويطالب الشهراني بتوسعة المطار وتكثيف عدد الرحلات من وإلى أبها، كما ناشد الشهراني مسؤولي الخطوط السعودية بجعل قيمة التذاكر الباهظة متوافقة مع نوعية الخدمة المقدمة للمسافر والتي بينها على حد قوله فوارق كبيرة. أما يحيى مفرح، فيطرح سؤاله بدهشة: «نحن الآن في وقت الدراسة فكيف تتوقع أن يكون الحال في موسم الإجازة الصيفية، سنشاهد سيناريو كل عام وهو تكدس المسافرين داخل المطار وخارجه لساعات طويلة والحلول كلمة احجز انتظار على الرحلة المقبلة». وحول كل ما سبق, أوضح ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري، أن مطار أبها من المطارات التي تشهد نموا كبيرا في حركة المسافرين عاما بعد عام، وأن استراتيجية الهيئة المستقبلية تهدف إلى تدويل بعض المطارات الإقليمية إلى مطارات إقليمية –دولية تخدم المنطقة والمقيمين فيها وفي مقدمتها مطار أبها. وأبان الخيبري أن عدد المسافرين من وإلى أبها بلغ عبر المطار في عام 2009 حوالي مليون ونصف المليون مسافر وكمية شحن بلغت 2946 طنا. وكشف مدير العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني أن المطار سيتمكن قريبا من استيعاب حوالي خمسة ملايين مسافر في العام الواحد، منهم مليون عبر رحلات دولية والباقون للرحلات المحلية، وستطال المطار توسعة في المساحة، وإضافة بعض المرافق المخصصة للاستثمار التجاري بما يتناسب مع راحة المسافر وخدمته.