كلما أراد المتلاسنون باسم الدعوة الخروج من مأزق وضعوا أنفسهم فيه مع مجموعة من النساء! قالوا عنهن (قواعد النساء)!! أي اللواتي لا يرجين نكاحا.. وقد ماتت فيهن الغريزة وانتهت إلى الأبد!!! وبذلك يتعوذ اللائمون من الشيطان الرجيم ولا يظنون سوء الظن أن المجالسة والمخالطة فيها مخالفة لمنع الاختلاط أو فيها دلالة على غلبة الشيطان في تلك اللحظة العابرة، أو دلالة على انكسار شوكة الداعية الفذ أمام الفتنة النسائية في محفل عام!! فهل الخروج بهذا العذر يعد شطارة تستحق التصفيق؟ سبحان الله.. وضع لكل شيء سببا.. وجماعتنا وضعوا لكل شيء استثناء!!! يعني إذا خالطوا لا ينبغي لعاقل أن يسيء الفهم، أما إذا خالط غيرهم فينبغي أن يكون سوء الفهم والظن هو الأسبق!! وإذا خالطوهم فمع القواعد يجوز لهم وإذا خالط غيرهم لضرورة كالعلاج مثلا أو التداوي، فإن ذلك شبهة ولا يجوز عندهم حتى مع المرضى الضعفاء أو العجوز الشمطاء!! وإذا تضاحكوا لامرأة أجنبية عنهم لا بأس فلا بد أنهم مضطرون ومجبرون وعفا الله عن المضطر والكاره، أما إذا تضاحك غيرهم فلا يجوز، ولا بد من معاقبته على ما جنته شهيته المفتوحة للابتسام!! وهكذا الاستثناء لهم وحدهم في كل شيء يحق لهم ما لا يحق لغيرهم! فالاستثناء لهم وارد ولغيرهم ممنوع! في حين أن الاختلاط المؤدي إلى مفسدة ليس من شروط منعه أن تكون المرأة المخالطة (بكسر اللام) صبية أو ناهدة أو يافعة أو في سن العشرين! الاختلاط هو الاختلاط لا يحدد منعه السن أو الفئة العمرية إنما يحدده الإطلاق أي المنع المطلق!! فلا اختلاط يعني (لا) للكبار والصغار! ومن جعلوا الاختلاط حربهم الشعواء ضد المجتمعات البشرية يعرفون حق المعرفة أن المخالطين صغارا وكبارا مدانون لأن أصل القضية لا يعود الى مسألة السن أو الفئة العمرية إنما يعود لنوع الجنس!! وعموما.. ما جئت كي أخوض في موضوع الاختلاط المأمول المذموم إنما يعنيني الحديث عن القواعد.. قواعد النساء! ولا أدري لماذا يتحدث دعاتنا وعلماؤنا وكبارنا وصغارنا عن مثال في حياة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أنه تزوج من عائشة رضي الله عنها وهي في التاسعة كمبرر وشاهد يقدمونه كدليل على جواز القاصر من الذي يكبرها في السن بينما لا يقدمون زواج النبي الكريم نفسه صلوات الله وسلامه عليه من خديجة رضي الله عنها؟ فهذه أم المؤمنين أول من تزوجها رسولنا الكريم وكانت في الأربعين!! فلماذا نستغل التاسعة استغلالا غير إنسانيا ولا نستغل الاربعين استغلالا حقيقيا! لماذا كل ما هو في مصلحة الرجل تتم معالجته ويظهر له أنصار وكل ما هو في مصلحة المرأة عليه حابس وحارس ويد من حديد!!! فلا يوجد قواعد إنما يوجد رجال يبحثون عن الصغيرات!!! والقواعد.. من هن؟ لا تقولوا الكبيرات في السن.. فلا يزال بيننا أمدهن الله بالصحة والعافية من هن في السبعين ولا يزلن في ذروة الحيوية والنشاط!! وإذا كانت المرأة السبعينية من القواعد هل يعد الرجل السبعيني من الشباب؟ لا تقولوا المرأة يعيبها السن والرجل لا يعيبه! بل إذا كان عيبا بما يرتبط به من آثار جانبية.. فهو من هذه الناحية للرجال والنساء! لا تسيروا مسار أمثلتنا الشعبية (الرجال ما يعيبه شي) لأن هذه الأمور تحتاج إلى فهم وحس وإحساس أكثر من أي شيء آخر!! والقواعد من النساء عبارة تلطف أخطاء الرجل وتبسطه في استعمالها لكن الحقيقة أن ليس هناك في هذه المسألة دليل واحد يقطع بالقول إن المرأة في الثمانين لا تريد زوجا!! فالقدرة هنا في الزواج ترتبط بالصحة وليس بالكبر!! وكثير من النساء يعتبرهن بعض الدعاة قواعد وهن لو أتيحت لهن فرصة جديدة أصبحوا مضرب المثل! اشطبوا لفظ القواعد من القاموس النسائي لأنه حجة ليس فيها دليل!! ومعظم الصحابيات تزوجن بعد الثلاثين!! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة