لم تقتصر مداخلات الحضور في احتفالية الروائي عبده خال في النادي العربي الثقافي في بيروت، على روايته الأخيرة «ترمي بشرر» الفائزة بجائزة البوكر العربية فقط، بل احتلت زاويته اليومية «أشواك» في صحيفة «عكاظ» الحيز الأكبر من المناقشات، حيث سأل الحاضرات والحضور للأمسية التي دعت إليها وزارة الثقافة اللبنانية، عن كيفية اختياره لموضوع المقال، والمشاكل الاجتماعية التي يعرضها، وتناوله لهموم المواطن العادي، إضافة إلى تواصله مع ردود القراء في الوطن العربي. خال أبدى ل «عكاظ» بعد الأمسية البارحة الأولى، عن تفاجئه بالعدد الكبير للحضور من مختلف الفئات العمرية والشرائح الثقافية، «التي أرادت أن تعرف المزيد عن الرواية وصاحبها»، واصفا مناقشاتهم ب «العميقة»، و«المتنوعة»، حيث ابتعدت عن النمط المكرر والتقليدي، «تلك الأسئلة الصريحة وغير المتوقعة، أوضحت زوايا وخبايا لم أكن متنبها لها». وحول تنوع الحضور في الاحتفالية التي جمعت مثقفين لبنانيين وسعوديين وجنسيات خليجية وعربية أخرى، قال: «إن الجانب الاجتماعي وفوارقه تتلاشى أمام الحوار الثقافي، وتختفي الاختلافات الجزئية الأخرى»، موضحا أن البعد الجغرافي يجعل القارئ يشعر بوجود اختلافات بين المجتمعات، إلا أن تلك الحواجز المكانية تذوب في الفضاء الثقافي. ولفت خال إلى «أن هذه الأمسية تعتبر شاهدا على العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، كما تظهر عمق التواصل الفني والثقافي بين المملكة ولبنان». ورأى أن الاختلاف بين الأراء ما بين الإعجاب والعتب والنقد، أمر ضروري، بل ومطلوب لاستمرارية الكاتب، موضحا أنه من الصعوبة على الكاتب أن يجمع بين رضا الكتابة ورضا المتلقي. وتناولت الناقدة اللبنانية الدكتورة رفيف صيداوي الجانب اللغوي لرواية خال، مستعرضة الأحداث والشخصيات والصراعات داخل الرواية، إضافة إلى الشخصيات النسائية فيها، ومقارنتها بروايات عبده خال السابقة. رئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي الدكتورة فاطمة إلياس التي كانت بين الحضور، رأت أن الاحتفالية هي تتويج لاستحقاق عبده خال لهذا الانتشار في العالم العربي، مشيرة إلى أنه جاء متأخرا، لكن «ترمي بشرر» كانت هي الشرارة التي انطلقت للتعريف عن الإبداع السعودي والإشارة بانعدام ثقافة المركز أو الأطراف. واعتبرت إلياس أن الاحتفاء بعبده خال في بيروت كعاصمة عالمية للكتاب، هو اعتراف بأن الرواية السعودية هي جزء أساسي في المنظومة الثقافية العربية. وتوافقها الرأي رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي في بيروت الروائية نرمين الخنسا، التي ذكرت أن التعاون الثقافي بين المملكة ولبنان ليس جديدا، الأمر الذي يفسر عدد الحضور الكبير للاحتفاء بالروائي السعودي.