ألجمت الصدمة لسان امرأة في ال50 من عمرها، عندما فوجئت باثنين من الشبان يهبطان من الجدار العالى إلى فناء دارها في حي الخمرة، جنوبي جدة منتصف الأسبوع الماضي. استجمعت العجوز قواها ولسانها، وحاولت التحدث مع الرجلين لمعرفة دوافع تصرفهما المريب لكن المتهمين لم يتركا لها فرصة الحوار، فانقضا عليها وأحكما الوثاق حول ساقيها وذراعيها فشعرت بخطورة ما حاق بها، فبدأت التوسل لهما بتركها على حالها وعدم قتلها أو التعرض لها بسوء؛ فجاء رد اللصين بردا وسلاما عليها.. «أتينا بغرض السرقة، لن نتعرض لك بسوء، سنغادر منزلك بعد إكمال مهمتنا بسلام». بدأ الشابان في جمع كل مستلزمات المنزل وسرقة كل ما خف وزنه وغلا سعره من مجوهرات ومبالغ مالية كبيرة. عاشت السيدة المسنة لحظات من الرعب والقلق وهي تنتظر لحظة مغادرة اللصين، ولم يمنعها الرعب والخوف في رسم ملامح الرجلين وطباعتها في ذاكرتها، وتنفست الصعداء أخيرا، عندما خرج اللصان بهدوء، فكافحت بعد ذلك لتحرير نفسها من الوثاق والقيود ثم سارعت الى مقر شرطة النزلتين وسجلت بلاغا رسميا عما تعرضت له من اللصين، ورجحت الشاكية تبعية المتهمين الى الجنسية اليمنية، ونجحت في تقديم أوصاف دقيقة لملامحهما. في الحال، أصدر مدير شرطة جدة، اللواء على الغامدي، ومساعده للأمن الجنائي تعليمات عاجلة بتعقب اللصين، وأعد مدير مركز شرطة النزلتين خطة بحث وتحر ماهرة من ضباط البحث الجنائي، الذين أفلحوا في جمع حزمة كبيرة من المعلومات والإفادات بناء على إفادات الشاكية التي روت تفاصيل الجريمة. تمثلت خطة الأمن في مراقبة مواقع تجمعات العمال وأسواق بيع الأجهزة المنزلية المستخدمة، ومتابعة التحركات المريبة في محيط مسرح الجريمة، وأفادت معلومات مبدئية أن اللصين من العناصر المتسللة من الحدود الجنوبية، ليتم رصد مشتبه تنطبق عليه الصفات التي قدمتها الشاكية فسارعت السلطات إلى استيقافه وإخضاعه للتحقيق في شرطة النزلتين. لم يشأ المتهم إضاعة الوقت فانهار معترفا بالجريمة وتفاصيلها وأرشد عن شريكه. وأبلغ المتحدث في شرطة جدة العقيد، مسفر الجعيد، إيقاف شخصين على ذمة القضية، حيث تم ضبط الأول في أحد أحياء جنوبي جدة، فيما تم إسقاط شريكه في مكةالمكرمة.