مرت السيول بمناطق الجنوب وأخذت أرواحا كما تفعل في كل سنة، إلا أن هذه السنة ظهرت على واجهة الصحف حكايات مضحكة وغريبة. أليس مضحكا ذاك العذر الذي أطلقه رئيس بلدية بيشة حين صرح أن البلدية فتحت جسر الوادي أمام المياه ما سهل عبورها، بعد أن شكل الحاجز الموجود عليه خطرا على الأهالي، مبينا أن هذا الحاجز أنشأه مواطن لمنفعته الخاصة، وأن تدخل البلدية في إزالة الحاجز أزعجه. ياسلام، انزعج المواطن لإزالة معوقات مجرى الوادي، وأين كانت البلدية قبل انهمار الأمطار، وهل كانت صامتة عن تعدي ذلك المواطن كي لاتزعجه ولتذهب أرواح الناس في داهية كي تحافظ البلدية على رضى ذلك المواطن(المسؤول سابقا)،فهل كان المواطن في خانة من لا يمس ولا يكدر خاطره حتى وإن كان فعله قد يتسبب في إماتة خلق الله.! وهل نحن بحاجة إلى كوارث إنسانية حتى نقف على تلاعب المسؤولين في مقدرات وأرواح الناس، فالخبر يقول إن سيول الوادي كشفت عن تورط مسؤول سابق في المحافظة في إغلاق عبارة سيول لمنفعته الشخصية المتمثلة في إنشاء محطة وقود. فالمسألة مركبة أيضا تتمثل في حصول المسؤولين على تجاوزات صغيرة كانت أو كبيرة، فهذا المسؤول السابق حصل على موافقة من إدارة النقل في محافظة بيشة سمحت له بإغلاق مجرى السيل (هل تتصورون إلى أي مدى يمكن أن يحصل مسؤول على استثناءات تضر بالناس، وهذا المسؤول السابق يحمل الآن كل أسباب الدمار الذي مر ببيشة «لأنه عندما كان على رأس عمله أمر بإغلاق مجرى سيل أحد فروع الوادي على طريق بيشة رنية لاستخدامه طريقا إلى محطته الخاصة، ما أدى إلى اصطدام المياه القوية بالحاجز وارتدادها إلى المنازل والمزارع القريبة من الوادي وتهديمها». ياسلام على المسؤولية . هل يعقل أن تمر هذه التصريحات من غير حساب حتى وقعت الفأس في الرأس . فصمت المسؤولين في المنطقة لم يقف عند تجاوزات المسؤول السابق، بل واصلوا صمتهم حيال سحب الرمال من وادي الخر بطريقة غير نظامية وتسببت في إيجاد أعماق شديدة تفوق مستوى قاعدة المصدات. مما شكل امتلاؤها بمياه الأمطار جيوبا لابتلاع المارة وتحديدا الأطفال، الذين ماتوا ولم يعثر على جثامينهم التي ابتلعتها تلك الحفر . وتسببت في إيجاد أعماق شديدة تفوق مستوى قاعدة المصدات. وكذلك محاسبة المسؤولين في محافظة بيشة عن صمتهم لبيع مخططات في مواجهة الأودية أو صمتهم أمام بناء المنازل في مجرى الوادي. كما يلام المسؤولون عن صمتهم على الشركة المنفذة لأعمال الطريق والتي عمدت إلى إنشاء عبارات صغيرة لا تقوى على مقاومة السيول الجارفة التي دمرت الطريق بالكامل. إذا صمت المسؤول عن كل الأخطاء هو الأولى بالمحاسبة وإيقاع العقوبة، فما جرفته السيول ليس شجرا أو حجرا، بل أرواح أناس سلموا أرواحهم لمسؤولين كان عليهم أن لا يقفوا من أجل غضب مسؤول سابق أو مسؤول على رأس العمل. وهذا هو العذر الأقبح من الذنب نفسه ..رحم الله من قضى نحبه أما من تسبب في ذلك فيحتاج إلى دعاء مضاعف بأن يزيل الله كل من يعبث بحياة الناس. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة