وجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير بلدية بيشة بفتح عبارة وادي تبالة التي احتجزت مياه السيول، ودمرت عددا من المنازل وأتلفت مزارع. وأبلغ «عكاظ» رئيس البلدية الدكتور فيصل الصفار أن البلدية فتحت جسر الوادي أمام المياه ما سهل عبورها، بعد أن شكل الحاجز الموجود عليه خطرا على الأهالي، مبينا أن هذا الحاجز أنشأه مواطن لمنفعته الخاصة، وأن تدخل البلدية في إزالة الحاجز أزعجه. وكشفت سيول الوادي عن تورط مسؤول سابق في المحافظة في إغلاق عبارة سيول لمنفعته الشخصية المتمثلة في إنشاء محطة وقود. ودمرت سيول الوادي معظم جسور وعبارات التصريف المحاذية لقرية الصبيحي، ما زاد من مأساة السكان إثر اقتحام المياه لمنازلهم وتهديم عدد منها، فيما أفقدت الأمطار الغزيرة التي تواصلت أمس عددا من الأطفال وقضت على الكثير من الماشية وأتلفت عددا من المزارع. وأكد ل «عكاظ» الصفار أن أمير المنطقة وجه بضرورة مراقبة مجاري السيول والجسور والعبارات وإزالة ما فيها من عوائق حفاظا على أرواح المواطنين. وأشار الصفار إلى أن البلدية فتحت جسر وادي تبالة لتتمكن مياه السيل من العبور، بعد أن شكل الحاجز الموجود عليه خطرا على الأهالي، «إذ تصطدم مياه السيل بالحاجز وتعود إلى منازل ومزارع الأهالي»، مبينا أن تدخل البلدية أزعج صاحب المحطة الذي أغلق المجرى لصالحه، وأنه توعد بتقديم شكوى للجهات المسؤولة ضد البلدية. وكشف الصفار عن وجود موافقة من إدارة النقل في محافظة بيشة حصل عليها صاحب المحطة وتسمح له بإغلاق مجرى السيل. من جانبه، أكد ل «عكاظ» نائب قرية الصبيحي شمالي بيشة مسفر سعيد آل فواز، أن مسؤولا سابقا في المحافظة (تحتفظ «عكاظ» باسمه) يقف وراء أسباب هذا الدمار، «لأنه أمر عندما كان على رأس عمله بإغلاق مجرى سيل أحد فروع الوادي على طريق بيشة رنية لاستخدامه طريقا إلى محطته الخاصة، ما أدى إلى اصطدام المياه القوية بالحاجز وارتدادها إلى المنازل والمزارع القريبة من الوادي وتهديمها». وأشار آل فواز إلى وجود حفر كبيرة أوجدها ضعاف النفوس لسحب الرمال من وادي الخر بطريقة غير نظامية، ما شكل مع امتلائها بمياه الأمطار جيوبا لابتلاع المارة وتحديدا الأطفال، مبينا أن آباء القرية فقدوا العديد منهم خلال اليومين الماضيين «وننتظر انقشاع موجة الأمطار والسيول للبحث عنهم». وأفاد نائب القرية أن فتح إحدى عبارات وادي تبالة أمس وفي هذا التوقيت أدى إلى جريان مياه السيل باتجاه بعض المنازل التي بنيت في مجاري السيول، مدمرا إياها ومهدما بعضا من أجزاء تلك المنازل، فضلا عن نفوق أعداد كبيرة من الماشية. وأعرب عائض حمصان، سعد الرمثي، وراشد البيشي من أهالي القرية عن استيائهم من قرار إغلاق المسؤول لمجرى السيل في وادي تبالة وتركه يعبث بحياتهم، مشيرين إلى أنهم رفعوا شكاوى قبل أعوام لوزارة الزراعة، إلا أنها لم تجد نفعا. وهنا دافع مدير عام الزراعة في محافظة بيشة المهندس سالم القرني بنفي أي علاقة لمديريته بإغلاق مجرى السيل في وادي تبالة، مؤكدا أن هذا من اختصاص إدارة النقل. إلى ذلك، واصل هطول الأمطار الغزيرة على مناطق عسير، الباحة، وجازان في عزل القرى عن مراكزها ومحافظاتها، وجرفت العديد من المنازل، فضلا عن محاصرتها قرى بأكملها، إذ جرفت السيول أمس جزءا من مصدات السيول التي أقامتها بلدية بيشة لحماية حي نمران وانهار الجزء الخرساني باتجاه الوادي. في هذه الأثناء، تستمر مياه سيل وادي تبالة في جرف التربة، ما يهددها بالانهيار في أية لحظة، خصوصا بعد انجراف المياه غربا باتجاه حفر عميقة أحدثتها بعض المؤسسات والأفراد وسط الوادي وتسببت في إيجاد أعماق شديدة تفوق مستوى قاعدة المصدات. ورصدت «عكاظ» التي حذرت من سوء تنفيذ تلك المصدات، متوقعة انهيارها بسبب مياه السيول القوية نظرا لوجود حفر قوية («عكاظ» 9/2/1429ه)، سحب السيول للتربة من أسفل أعمدة جسر الوادي بانحدار شديد قد تؤدي إلى انهيار الجسر في حال استمرار السيول في التدفق. وفي محافظة بلقرن، انهار جزء كبير من جبال الصلبات (على طريق أبها الطائف) بالقرب من مخطط حليل في مركز البشائر بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس على المحافظة، ورافق الانهيار الصخري سحابة غبار كثيف غطى سماء المنطقة بالكامل. وغطت الصخور المنهارة ثلاث سيارات كانت متواجدة في الموقع تمكن أصحابها من النزول منها والابتعاد عن الخطر. في هذه الأثناء وصل إلى الموقع محافظ بلقرن عبد الله بن جاري ومدير الدفاع المدني في المحافظة المقدم محمد الشهري ومدير الدفاع المدني في البشائر النقيب محيميد الحلافي، ووجه المحافظ بإخلاء المنطقة من السيارات والمارة، وأشرف بنفسه على الجرافات المتواجدة لإزالة الأنقاض وفتح الطريق أمام السيارات. وجرفت السيول القوية التي تدفقت على مركز نخال شمالي منطقة الباحة فجر أمس الأول منزل المواطن سعد الغامدي، وتمكن وأفراد أسرته من مغادرة المنزل قبل انهياره. وقال ل «عكاظ» الغامدي: «كنت وأفراد أسرتي ال 13 نائمين، و عندما سمعت صوت دوي رعد قويا خرجت من المنزل ووجدت السيل يجرف شجرة كبيرة تبعد عن منزلي أقل من عشرة أمتار، وأسرعت وأوقظت أسرتي وتمكنا من الخروج باتجاه الجبل، ورأينا منزلنا يتساقط غرفة تلو الأخرى على وقع هدير السيل الجارف. وأكد أهالي نخال أن السيول أعادت المواقع المتضررة عشرات السنين إلى الوراء، مطالبين باعتمادات من أمانة الباحة لتنفيذ مشاريع حماية لهذه الطرق والبنى التحتية من أخطار السيول الجارفة. كما قطعت الأمطار الغزيرة التي هطلت في محافظة بلجرشي الطريق المؤدي لبادية الجنابين (جرد، ورهوة سحيمة)، ما أدى لاحتجاز الأهالي ومنعهم من العودة إلى منازلهم وعزلهم، فيما انتقد الأهالي الشركة المنفذة لأعمال الطريق والتي عمدت إنشاء عبارات صغيرة لا تقوى على مقاومة السيول الجارفة التي دمرت الطريق بالكامل.