أُهدرت الملايين من أجل صُنع كارثة إنسانية حتمية ، ويبقى طشيش الماء الخفيف مجرد إنذار لصلهبه قدمت الدولة حفظها الله ممثلة في أجهزتها الحكومية في التطوير الحضاري الكثير من الخدمات للرقي بالمدن والحضر والقرى ظهر ذلك على أرض الواقع ورأيناها في دعمها السخي لتلك المشاريع الحضارية في الطرقات والصرف. بعد أن قضت كارثة جدة مضاجع الآمنين وقلبت أيادي الماء المنازل فوق رؤوسهم حتى ظهر خادم الحرمين الشرفين بقرار شجاع عن معاقبة كل مستهتر بأرواح المواطنين وأن تباع بثمن بخس في الأسواق السوداء. تغيرت معالم بعض مدن المملكة بعد قرار خادم الحرمين الموفق والذي كشف خللا منظما في جميع حواضر هذه البلاد واسعة الأرجاء. إلا أن هناك من يرى أنه بعيد جدا عن حدود المسائلة ولا زال مستمرا في الاستهتار بالمال العام وخدمات المواطن وأرواح الناعمين بظلال الأمن الوارف في بلادهم داخل بيوتهم. لا يمر يوم تقطر سماؤه حتى ترتفع يد كل إنسان "لطفك يا رب" لأنه لا ينفك يرى أسنان السيل تمر أمام بيته ! جازان السهل والذي عرف بكثرة أوديته ومنذ زمن بعيد عمد سكانها البدو الرحل لأن يستقروا على حفافها قرب الماء والزرع والنعم، نشأت على أنقاظها أعمدة التطور وهي على مرمى حجر من تلك الأودية. حي الصفا [صلهبة] سابقا يقف منذ النشأة الحديثة كلقمة لهذا الوادي الذي خار أمام طشيش مائه البسيط المصدات الإسمنتية كقطع البسكويت وكشفت حينها أن هذه المصدات رغم حداثتها لا تحتوي على أسياخ التسليح بل كان مجرد إسمنت وخرسانة فقط ! وعلى هذا فصدر صلهبة والذي يقف شاهدا بتراب ساقه الله ليحمي ساكنيه الأبرياء يرد عنه السيل الذي وهنت أمامه مصدات بلدية صبيا والذي أوضح مديرها في تقرير سابق أن ما يقارب 274 مليون ريال لمشاريع صبياء جزء من هذه لمشروع درء السيول والمصدات الترابية. صبياء كغيرها من مدن وحضر وهجر منطقة جازان في ظل غياب الرقابة والتهاون تعاني أزمات السيول مع كل قطرة مطر .. [صلهبة] من الجو : صورة جوية لمجرى السيل وهو يضرب في الدوار الذي تصدع بسبب السيل وذلك لعدم مصدات خرسانية ولو بدون [تسليح] صورة جوية أخرى تشرح مرور السيل وانكساره في حاجز صلهبة [الترابي] حيث أن السيل لا يبعد إلا 100 مترا من سكن المواطنين، ويظهر فيها مدرسة إبتدائية قريبة جدا من مجرى السيل وبالتالي فالأطفال الأبرياء عرضة لهذا السيل والمستنقعات التي يخلفها والتي لا تبعد سوى 100 متر وبضعة أمتار من الطريق والدوار. المشهد بعدسة جازان نيوز تصوير / نايف زنقوطي صورة يظهر فيها السيل وهو يرتد من حاجز ترابي عليه دوار ويظهر انهيار التربة معرضة الطريق للخلل وكذلك الأرواح .. مستنقعات لا تبعد سوى متر واحد عن الطريق تعرض أرواح الأطفال للخطر في ظل غياب الجهات المعنية .. وعلى هذه فالمستنقعات ليس ضررها محسوبا على الغرق ولكن ما تشكله من خطر بيئي وظهور للأوبئة .. صورة يظهر فيها المصدات الإسمنتية الغير مسلحة والتي اشبه بقطع البسكوت اذا نزل عليه الماء كان كأن لم يكن فهي مكونة من خرسانة ونصف قطعه من الحديد وإسمنت فقط !! صورة رصيف متداعي من أثر السيل حيث أنه لا يبعد عن أقرب منزل سوى 100 مترا ! الأمطار تسقط بإسفلت الحزام ورصيفه ... وألمح بعض الجهات المعنية إلى أن السيل وصل لهذه المنطقة بسبب السدود الترابية التي أنشأها المواطنين لحماية مزارعهم من السيول ، ولكن أصحاب المزارع عللو بأن هذه السدود قديمة جدا حتى قبل ظهور هذا الطريق وأن المشكلة تعود لتلك الجهات التي لم تعمل أي سدود احترازية أو مصدات بالشكل المناسب وأن مجرى السيل لم يتغير وهو يسيل من وقت طويل. ويتسائل السكان عن جدوى تلك الاتهامات في ظل عدم وجود رقابة وعدم متابعة لتلك الأعمال القائمة على ضفاف وادي صبيا. ويبقى طشيش الماء الخفيف مجرد إنذار قد يكون ضحيته في يوم ما عدد من الأبرياء الذين يختبئون خلف سدود ترابية ومصدات إسمنتيه من دون تسليح ![/color]