عارض رئيس ورشة الأدب الألماني الدكتور توماس فولفارت مقولة «أن التوفيق بين الثقافات الغربية والعربية ضرب من الخيال»، و«أن الشعر المترجم لن يكون هدفا للتواصل إلى ثقافة الغير». وخاطب توماس الحاضرات والحاضرين ندوة (قافلة تهريب الشعر) التي عقدت البارحة الأولى في المنامة، «أن الشعر من أقدم الفنون التي عرفتها البشرية، فهو مرآة متجددة للزمن، والحضارة منذ خمسة الآف عام».. وقال: «إن مشروع الترجمة لبعض القصائد من اللغة الألمانية للعربية ومن العربية إلى الألمانية، التي بدأت مطلع عام 2009 سيفتح أفقا حواريا، ومباشرا عبر اللغة التي يفكر بها هؤلاء الشعراء ويكتبون من خلالها أحاسيسهم». واعتبر «أن هذه المبادرة الدولية الداعمة للحوار بين الثقافات لن تنجح إلا بمزيد من تهريب الشعر بين البلدان، وتسويق تلك البضاعة المهربة، وإلا سنبقى تحت وطأة القطيعة الثقافية والافتقار المعرفي الذي عانين منه ردحا من الزمن». ووافق حديث توماس خطاب وزيرة الثقافة والإعلام البحريني الشيخة مي آل خليفة، التي رأت أن الثقافة أكثر مصداقية وجمالا وفعالية، خصوصا حين يدور الكلام والعمل في الاتصال والتفاهم الإنساني، وقالت: «الثقافة استطاعت أن تبني جسورا من الصداقة والحوار، فيما السياسية والاقتصاد، أضحت عاجزة وسببا في الإخفاقات في التواصل بين الحضارات والشعوب». وأضافت: «المشروع فتح نافذة ثقافية جديدة على العالم، وكانت البحرين ولا تزال الفضاء المفتوح على الكثير من التجارب الإنسانية في حقول الثقافة والفنون عبر التاريخ، حيث تواصل سعيها الحضاري للإسهام الجاد في تعميق وتكريس الحوار الكوني من خلال الثقافة الوسيطة الصادقة في بناء الجسور». وفي سياق متصل، استمع المشاركون في الندوة إلى مشاركات شعرية من الشعراء: محمد الدميني (المملكة)، نجوم الغانم (الإمارات)، علي الشرقاوي (البحرين)، محمد النبهان (الكويت)، محمد الحارثي (عمان)، والشعراء الألمان رون فينكلر، توم شولتس، نور بوسون، سلفيا غايست، وجيرهارد فالكنر، وأدار الأمسية الشاعر البحريني قاسم حداد.