وصف الشاعر محمد الدميني، مشاركة شعراء سعوديين وعرب ضمن ورش عالمية بأنها «لقاءات تفتح كوّة في الجدار الشعري العربي شبه المنغلق»، مضيفاً أن «صراع المدارس الشكلية، عمودية وتفعيلية ونثرية أعاق نمو البصيرة الشعرية لدى رموز المدارس»، معرباً عن استيائه لأن «الجميع أصبح متمترساً، يذود عن صلاحية الشكل الذي يكتب من خلاله، وينزع إلى جلد التجارب الأخرى»، واعتبر «المتضرر في الحقيقة، هو رسالة الشعر ووظيفته وأثره». وقال إن ورشة الشعر العربي الألماني «تهريب أبيات الشعر قافلة الشعر»، التي شارك فيها أخيرا في برلين، بانها «ليست أكثر من مقترح، أو قناة صغيرة يمكن أن تمرّ خلالها القصيدة صافية دون أثقال». واعترف الدميني بأن هذه هي المرة الأولى، التي يعرف فيها حقاً «عن مثل هذه الورش التخصصية، التي يكون عمادها النص، والنص الآخر، ويكون الحوار فيها شعرياً وفنياً وجمالياً»، إضافة إلى «السعي نحو القبض على الجماليات المشتركة، إن وجدت، بين النصوص»، مرجحاً بأنه «من الصعب أن تعثر على آفاق وصيغ جمالية، لم تعرفها في لغتك الأم، وأن تحدث مثل نوع من الكشوفات، في النص الألماني، فيما يكتشفون في نصوصنا ما لا نعرفه نحن». ووصف ذلك بأنه «نوع من الاختبار الشاق». وقال إن «فضيلته تكمن في كونه يقود إلى أرض مغامرة جديدة لم نعهدها». وحول إذا ما كان يعتقد بأن هذه الورشة ستترك أثراً في الكتابة الشعرية خليجياً، أم لا؟ أبدى اعتقاده بأن «كل ما يقع أمام عين الشاعر، وفي مساره الشعري جدير بالملاحظة، والتمثل وربما النقض أيضاً»، لافتاً إلى أنه ينظر إليها «كورشة تقرأ القصيدة في شكل جواني، وتختبر لغتها وكائناتها، ومدى إضافتها». ورجح أن «تكشف عن إخفاقات الشاعر، في مقاربة العالم ووصفه في شكل يعكس حراك العالم، وعلاقاته الجديدة المتشابكة». وأكد الدميني أن «الأسماء الخليجية المشاركة، بلا شك ذات حضور إبداعي مشهود، وتملك تجاربها المميزة التي تبلورت عبر مجموعات شعرية ومشاركات نقدية عدة»، مستدركاً: «بيد أنها هذه المرة ستكون أمام تجربة مختبرية لم نعهدها كثيراً في أمسياتنا الأدبية». يذكر أن الشاعر محمد الدميني شارك في تلك الورشة إلى جانب عدد من الشعراء الألمان، والخليجيين، مثل: علي الشرقاوي من البحرين، ونجوم الغانم من الإمارات، ومحمد النبهان من الكويت، ومحمد الحارثي من سلطنة عمان، والشعراء، رون فينكلر، وتوم شولتس، ونور بوسون، وسلفيا غايست، وغيرهارد فالكنر من ألمانيا. والورشة تنظمها مؤسسة ورشة الأدب في برلين، وحاول الشعراء من خلالها، الاشتغال على ترجمة شعرية جديدة لنصوص الآخرين، عبر لغتهم الأم، ويتم تقديم نتائج هذه الورشة في الأول والثاني من الشهر الجاري، في مدينة برلين. في حين يتوجه الشعراء ربيع العام الميلادي الجديد، إلى إحدى دول الخليج، وذلك للمشاركة في رحلات استكشافية وأدبية، يقوم بمهمة التخطيط لها الشعراء العرب، كما يتم تقديم أمسيات شعرية وجلسات نقاش مشتركة، على مدى ثلاثة أسابيع. ويهدف مشروع الورشة إلى خلق حوار مباشر للشعراء بلغتهم الأم، وليس عبر لغة وسيطة، ومن ثم اللجوء إلى صنع حوار ثقافي، عميق وشديد الأثر بين ألمانيا ودول الخليج. إضافة الى الترجمات التي ستتوافر للاستماع والقراءة على الموقع الالكتروني: Lyrikline.org، واصدار كتاب باللغتين العربية والألمانية العام المقبل عن إحدى دور النشر الألمانية ودار عربية، إلى جانب قرص مدمج يتضمن النصوص المشاركة، بدعم من وزارتي الخارجية الألمانية ووزارة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين، وبالتعاون مع السفارة الألمانية في البحرين ومعهد غوته في الخليج.