لاخاب ظني بالرفيق الموالي ... مالي مشاريه على نايد الناس الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري من فطاحلة رواد الشعر، وقصائده مليئة بالحكم فهو عاصر الشدة والرخاء وتعلم من علوم الرجال مايجعله يتصدر المجالس في حياته، تذكرنا هذه الأبيات بهذا الزمان الذي طغت فيه المادة على الأصالة والنخوة حتى فقدنا الكثير من القيم والأخلاق الإنسانية. افتقدنا الأمانة والحب الحقيقي وأصبحت الأسر تعاني من القطيعة ولا أحد همه إلا أن يجمع المال حتى لو من طرق ملتوية وشائكة أحيانا نثق حتى السذاجة ونؤمن بمن نرى فيه الخير الذي يبدو في ظاهره ولكن سرعان ما تنكشف حقيقته وضعفه أمام المادة يجعله ينسى كل القيم والمبادئ الإنسانيه عندما تصطدم بمن يعز عليك وكنت تجعله الحبيب والأخ والصديق تجده يكشر أنيابه عليك ويمد لك اليد اليسرى.. من يتأمل في هذه الحياة الفانية يتأكد له أننا خلقنا وخلق معنا موتنا وحياتنا ورزقنا وسعداء أم أشقياء لاسمح الله وأن كل كائن حي كان في الظلمة قبل أن يخرج إلى النور فالجنين كان داخل رحم دافئ مر بظلمات ثلاث، وحبة القمح غطاها التراب أثناء حرث التربة فأصبحت داخل عتمة تنتظر النور، والوردة قبل أن تشق الأرض ببساطة وهدوء خارجة إلى الضوء كانت قد تكونت واستعدت لمواجهة الريح والشمس. والأفكار العظيمة تنبت داخل الرأس، قبل أن تخرج وتتبلور فوق الورق، وفي الواقع. وهناك عتمة تولد الضوء والحياة، وأخرى لا تعطي سوى مزيد من الظلام ليس أجمل في الحياة من رؤية الضوء والاستمتاع به، ولكن الأجمل والأروع أن ينبع ذاك الضوء من نفوسنا العميقة.. أليس الحب ضوءا عظيما؟ أليست السعادة حين نمنحها للآخرين دفئا ونورا؟! أليس التعاون والصدق والمحبة عندما نتقاسمها تصبح كنزا؟ ومن ذاك الكنز يولد النور ؟. الزمن يمر.. غطى فيه الضباب نفوسنا وكفنها، وقلت فيه الشموس. محمد بن أحمد الناشري