موضوعان تائهان في تفاوت الاجتهاد، ولم يجدا الحل الذي يريح الناس من معاناة طالت لسنوات، الموضوعان هما: التأمين الصحي الذي هو هم كثيرين عند الحاجة للعلاج، والرهن العقاري الذي ييسر الحصول على السكن لبدء حياة كريمة للمواطن. وكلما طال الزمن بالتمحيص والدراسات زادت مشكلة اتخاذ القرار صعوبة وتعقيدا، مما يجعل المسألة وكأننا من ابتدع هذه الحلول الضرورية لحياة اليوم، مع أن التأمين الصحي والرهن العقاري يطبقان في طول العالم وعرضه بأسلوب يريح الجهات الحكومية، ويريح الناس ويسهل حياتهم في السكن والصحة، والجميع يعلم أن السكن والصحة هما ضلعا ضرورات الحياة الأهم للاستقرار والنمو. بين النقاش والأخذ والرد، يطالب البعض أن نغير كل نظم العالم، بدل أن نغير أنفسنا ونجتهد في إيجاد الحلول للتطابق الكامل مع عالم اليوم المتقدم، ولأني كررت كثيرا أن معضلتنا الكبرى في قبول العالم كما هو لا كما نريده أن يكون، فإنه يلزمنا تطوير أنفسنا لفك الجمود، وعدم فرض قواعد صلبة لا اجتهاد فيها، وهو سمة المداولات الطويلة التي تعوق النمو والتطور في حياتنا، ويبقى المواطن الذي تؤرقه مشكلة الصحة والسكن على عتبة الانتظار طويلا دون فرج. ما نتمناه هو اجتهاد فقهي مبدع وسريع يريح الناس بتسريع القرارات المتعلقة بجانبي التأمين الصحي والرهن العقاري، وإخراجهما من أضابير التردد والحلقات المفرغة في الرأي والرأي الآخر. فنحن لسنا بين خيارين، بل هو خيار واحد لنصير مع العالم المتطور باستصدار هذين النظامين (نظام الرهن العقاري، ونظام التأمين) حسب المقاييس العالمية التقليدية، وبتخريج اجتهاد فقهي غير الموجود الآن، الذي يجعل التكلفة المادية للمستفيد أكثر بالضعف، وأقصد به التمويل الإسلامي والنظام التعاوني، وكلها لا تخرج عن كونها مسميات لاجتهادات فقهية قديمة ترفع سعر التمويل والتأمين بشكل مبالغ فيه، وليست إبداعات لفقهاء متنورين يحلون المشكلات المعلقة بتخريج فقهي حسب المنافع العامة. لقد تأخر الوقت بنا حتى أصبح قرابة ال 70 في المائة من المواطنين بلا سكن مملوك، وتأخر التأمين حتى صار المواطن يتسول العلاج بأسلوب من ليس له الحق بالتداوي، وأعمار الناس أقصر من هذا الانتظار الطويل في سبيل اجتهاد من عالم في الفقه يدرس المسألة ويخرجها لنا، وله من الله الأجر والثواب. ليس سرا أن كثيرا من الناس يأخذون التمويل اليوم بطرق تقليدية من البنوك، مصحوبة بكثير من تأنيب الضمير، لكن التمويل الإسلامي ذا الفوائد المضاعفة يصعب المسألة ويجبي المواطن لحساب البنك أو الممول، وليس سرا أيضا أن كثيرين يحصلون على تأمين صحي أقل مما يحتاجونه، وهو تأمين الضرورة بالحد الأدنى، بحيث لا يغطي كل احتياجاتهم واحتياجات أبنائهم، وفي حال حاجتهم إلى تطبيب أكبر، فبعضهم يستدين أو يبيع ممتلكاته للعلاج، الذي تتضاعف قيمته فوق قدرة الملايين منا، بينما جهات التشاور ما زالت تجعل من نقاش الموضوعات جدلا لا ينتهي بزمن يحسب بالعقود من السنين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة