بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله قدمت وزارة الثقافة والإعلام خدمة جليلة للأمة الإسلامية في جميع أصقاع الدنيا بإنشاء قناة القرآن الكريم من مكةالمكرمة، وقناة السنة النبوية من المدينةالمنورة. فالأولى تنقل صورة مباشرة للحرم الشريف في مكةالمكرمة مصحوبة بتلاوة آيات من المصحف الشريف بأصوات مختلف القراء. والثانية تنقل صورة مباشرة للمسجد النبوي الشريف مصحوبة بقراءة مختارات من الأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. لكن يؤخذ على الأولى أنها لا تقدم التلاوات منسقة مع ترتيب سور المصحف، وكان الأولى بالقائمين على القناة أن يبذلوا شيئا من الجهد لاختيار تلاوات المقرئين بما يتفق وتسلسل سور القرآن الكريم في المصحف الشريف. كما يؤخذ على الثانية التي هي قناة السنة النبوية الاستمرار في تكرار الأحاديث بينما كان الأجدر بالقائمين على القناة اختيار الأحاديث ذات الموضوع الواحد تلو بعضها، أو الاستمرار في قراءة ما جاء في كتب الصحاح واحدا تلو الآخر مع شرح لمعانيها ومقاصدها. هذه واحدة، أما الملاحظة الثانية على قناة السنة النبوية فهي أنها كررت أحاديث منسوخة كحديث الغسل المنسوخ، إذ قال النووي في شرح صحيح مسلم 4/36 : أعلم أن الأمة مجتمعة الآن على وجوب الغسل بالجماع وإن لم يكن معه إنزال وعلى وجوبه بالإنزال، وكان جماعة من الصحابة على أنه لا يجب إلا بالإنزال ثم رجع بعضهم وانعقد الإجماع بعد الآخرين . وفي الباب حديث: ( إنما الماء من الماء ) مع حديث أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل يأتي أهله ثم لا ينزل، قال: يغسل ذكره ويتوضأ، وفيه الحديث الآخر عن أبي هريرة: (إذا جلس أحدكم بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل وإن لم ينزل). قال العلماء: العمل على هذا الحديث. وأما حديث ( الماء من الماء ) فالجمهور من الصحابة ومن بعدهم قالوا إنه منسوخ، ويعنون بالنسخ أن الغسل من الجماع بغير إنزال كان ساقطا ثم صار واجبا ، وذهب ابن عباس رضي الله عنهما وغيره إلى أنه ليس منسوخا بل المراد به نفي وجوب الغسل بالرؤية في النوم إذا لم ينزل، وهذا الحكم باق بلا شك. وأما حديث أبي بن كعب ففيه جوابان أحدهما : أنه منسوخ، والثاني: أنه محمول على ما إذا باشرها فيما سوى الفرج، والله أعلم. انتهى. وقال القرطبي ( المفهم 1/600): قوله: فلا غسل عليك وعليك الوضوء ) كان هذا الحكم في أول الإسلام ثم نسخ بعد، قاله الترمذي وغيره. وقد أشار إلى ذلك أبو العلاء بن الشخير وأبو إسحاق، قال ابن القصار: أجمع التابعون ومن بعدهم بعد خلاف من تقدم على الأخذ بحديث عائشة: إذا التقى الختانان )، وإذا صح بالإجماع بعد الخلاف كان مسقطا للخلاف. قال القاضي عياض: لا نعلم من قال به بعد خلاف الصحابة إلا ما حكي عن الأعمش، ثم بعده داود الأضبهاني، وقد روي أن عمر حمل الناس على ترك الأخذ بحديث الماء من الماء )، لما اختلفوا فيه. قال الشيخ رحمه الله : وقد رجع المخالفون فيه من الصحابة عن ذلك حين سمعوا حديثي عائشة الذي رواه مسلم، وهذا نصه: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل عليهما الغسل ؟ وعائشة جالسة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل )، فلا يلتفت إلى شيء من الخلاف المتقدم ولا المتأخر في هذه المسألة).. إنني أرجو من معالي وزير الثقافة والإعلام إصدار توجيهاته وإذاعة الصحيح من الأحاديث وعدم نشر المنسوخ لئلا يعتمد الناس على ما يسمعون مما هو منسوخ. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة