أجرى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس عملية جني أرباح متوقعة وصحية في نفس الوقت، الهدف منها امتصاص السيولة الانتهازية، التي ارتفعت في الأربعة الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي، من ثلاثة إلى خمسة مليارات ريال، واستطاعت السوق أمس أن تقلص منها ولكن ليس بالشكل الكافي، حيث استهلت السوق تعاملاتها اليومية على تراجع بلغ قوامه ما يقارب 63 نقطة، لتسجل قاعا يوميا عند خط 6831 نقطة، واستغرقت العملية ما يقارب 45 دقيقة. فيما أمضت باقي الوقت في محاولة ارتداد وتقليص خسائر الجلسة الصباحية، حتى أغلقت على تراجع طفيف بلغ حوالي 8.73 نقطة، أو ما يعادل 0.13 في المائة ، منهيا تعاملاته اليومية عند خط 6882 نقطة. إجمالا يعتبر الخط الذي ارتدت منه السوق أمس، والواقع عند مستوى 6831 نقطة، منطقة ارتدادية جيدة للمضارب اليومي، ومن المتوقع أن يتم استغلال أي ارتداد، في إجراء عملية تغيير على المراكز الاستثمارية، على شكل انتقال السيولة من قطاع إلى آخر، والتركيز على أسهم معينة، وذلك من قبل المحافظ الكبيرة، معتمدة على إعلان الأرباح المحققة للشركات الاستثمارية، والتي تملك محفزات، وذلك يتضح من خلال عدم تجاوب أسعار كثير من الشركات، مع حالة الارتداد الذي كانت السوق تحاول تحقيقه، ويمكن تفسير ذلك بأن المؤشر العام لا يعكس وضعية السوق وأسعار معظم الشركات، وبلغ حجم السيولة اليومية أمس نحو4.735 مليار ريال، وكمية الأسهم المنفذة حوالي 206 ملايين، جاءت موزعة على أكثر من 83.616 ألف صفقة يومية، وارتفعت أسعار أسهم 36 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 86 شركة. وعلى صعيد التداولات اليومية، استهلت السوق جلستها اليومية على تراجع إلى خط 6831 نقطة، تم خلالها كسر خط دعم الأسبوع الماضي والمحدد عند مستوى 6859 نقطة وهذا إجراء صحي، كمحاولة لتغطية نصف المنطقة التي تجاوزها المؤشر العام مع مطلع الأسبوع الماضي والواقعة ما بين 6826 إلى 6871 نقطة، حيث لم تكن قوى الشراء كافية في ذلك الوقت، وصعد منها المؤشر العام إلى مقاومة 6919 نقطة بسيولة غلب عليها صفة الانتهازية وبكمية أسهم غلب عليها التدوير والتصريف الاحترافي، مما أضعف عزم المؤشر العام عندما اصطدم بها، وأصبح بحاجة إلى زخم أقوى، فلذلك عاد أمس إلى التراجع، إضافة إلى أن السوق اعتمدت في حركة الصعود الأخيرة على محفزاتها الشخصية وفي مقدمتها التوزيعات النقدية والمنح، وإعلان أرباح الشركات للربع الأول لعام 2010 م . وفي الجزء الثاني من الجلسة، قلص المؤشر العام خسائره الصباحية وكان تدفق السيولة منسجما في أغلب فترات الجلسة مع تحرك المؤشر العام، وفي النصف الساعة الأخيرة استطاع المؤشر العام من الدخول في المسار الصاعد اليومي، وذلك عندما قاربت السيولة على الأربعة مليارات، والكميات المنفذة على 170 مليون سهم، وعدد الصفقات اقترب من 71 ألف صفقة، ولكن مع تزايد عمليات بيع المضاربين في الدقائق الأخيرة، تم ضغط السوق ليغلق على تراجع بحوالي 8 نقاط.