واعتبر مدير مركز البحث في فقه القضايا المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عياض نامي السلمي، أن تعلم فن الإتيكيت يدخل في تعلم حسن الآداب في التعامل مع الناس، مستثنيا من ذلك أن يتعلم الشخص أمورا تخالف الشريعة مثل الأكل أو الشرب بالشمال وتعويد النشء على ذلك. وشدد السلمي على أن من يتعلم الإتيكيت بنية التقليد المجرد لغير المسلمين بعيدا عن أي هدف آخر فإنه ربما يدخل في دائرة التشبه بغير المسلمين المنهي عنه. وبين السلمي أن عدا ذلك فإن التعلم يدخل في دائرة تعلم الأمور المباحة خصوصا فيما يتعلق بالآداب الحسنة التي دعا إليها الإسلام في الطعام والشراب والمشي والتعامل مع الناس وكيفية لقائهم فهي أمور جائزة ولا حرج فيها بل إنها تدخل ضمن تعاليم الشريعة. وأكد السلمي أن الشريعة جاءت بخطوات كاملة في التعامل مع الناس وطريقة الأكل والشرب، موضحا أن ديننا دين إتيكيت من خلال ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من تعليمات حول طريقة الأكل والشرب والمشي في الطرقات ومقابلة الناس وأن ما يعلم يعتبر أمورا إضافية تدعم ما جاء إلا إذا كان فيها مخالفة واضحة لتعاليم الشرع. ورأى عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في جامعة الملك فيصل الدكتور عبد اللطيف الحسين، أن تعلم فن الإتيكيت من المحاسن الكبرى التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، موضحا أن هناك أمورا مستجدة في الحياة ذوقية تعلم النشء كيفية التعامل مع الآخرين بأسلوب مهذب ومؤدب، مشددا على أنه لا حرج فيها ولو كانت أمورا مستحدثة؛ لأنها أمور بعيدة عن القضايا الشرعية فهي أنماط تنمي في النشء الذوق الرفيع في كيفية الأكل والشرب والتعامل والغسل وعدم إصدار الأصوات غير اللائقة عند الوجود بين الناس، واستدل على عدم وجود حرج في تعلم فن الإتيكيت من خلال اختلاف الزمان واختلاف أنماط الطعام والشراب وخلافه بين الناس، مضيفا أن موائدنا اليوم تختلف عن موائد الآباء والأجداد، وكذلك نوعية الأكل والشراب والتعامل مع الناس، مؤكدا أن الدين سعة. ودعا الجهات التي تعلم فن الإتيكيت لضرورة ربط هذا الفن بالقواعد الشرعية وأخذ الحذر من تعليمهم أمورا تخالف الآداب والشريعة الإسلامية بقصد أو بدون قصد.