رغم أني لم أكتب عن القضايا الأخيرة التي كانت هيئة الأمر بالمعروف طرفا فيها وبالتالي أفترض أني لست ضمن الكتاب الذين أشارت إليهم في ردها على هذه الصحيفة يوم أمس، إلا أنني ما كنت أود ولا أتوقع إقدام الهيئة على تدبيج ذلك الرد المطول بما احتواه من مضامين وقناعات تجاه ما نشرته الصحيفة وكتبه بعض الزملاء فيها .. لقد شعرت بقدر غير قليل من الحزن والخيبة وأنا أقرأ الرد لأنه نسف استبشارنا ببدء مرحلة جديدة لعلاقة أفضل بين الهيئة والمجتمع والإعلام على وجه الخصوص بعد أن قامت الهيئة بمبادرات إيجابية تحسب لها وتشكر عليها، وبدأت في الانفتاح على المجتمع والإعلان عن خطط وبرامج تطويرية لأدائها. لقد انطلق الرد من قناعة مسبقة بأن الصحيفة تعمدت شن حملة هجومية على الهيئة استندت على معلومات مغلوطة ومارست التجريح والنقد غير البناء وتضليل القارئ، مما يتنافى مع المصلحة العليا للوطن وصورته في الخارج، ويعيق جهود التطوير التي تنفذها الهيئة، بل إن الرد مضى في حدته ليفترض وجود خصومة بين الصحيفة والهيئة نتيجة اختلاف في وجهات النظر أو «عدم القناعة ببعض التطبيقات القائمة على نظام الدولة وتحكيمها الشريعة». هكذا، وبكل ما تحمله هذه الجملة من اتهام في غاية الخطورة. أنا لا أمارس هنا دفاعا مجانيا عن الصحيفة، وإنما أتحدث كمواطن استبشر خيرا بعلاقة أكثر ودا مع جهاز حكومي له أهمية اجتماعية كبيرة وخاصة، وككاتب لم يلمس بحكم علاقته مع صحيفته أي نوايا مبيتة لديها لتعمد الإساءة لجهاز الهيئة، ويعرف أن القائمين على الصحيفة لا تنطبق عليهم فرضية عدم قناعتهم ببعض التطبيقات القائمة على نظام الدولة وتحكيمها الشريعة. وفي الوقت نفسه يعرف أن الصحيفة كانت تمارس وظيفتها ومسؤوليتها المهنية، ويصعب أن تزج بنفسها في نشر أخبار حيال قضايا حساسة دون التأكد من صحتها وموثوقيتها، إضافة إلى حرصها على التواصل مع الهيئة دون حصولها على تجاوب أو تعليق أو توضيح. القضايا التي دخلت الهيئة طرفا مباشرا فيها مؤخرا كان لابد أن تنال اهتمام وسائل الإعلام والصحافة بالذات، ويجب أن تعي الهيئة أن الصحافة يجب أن تغطي الحدث لا سيما إذا كان مهما، وليس عليها أن تتوقف بانتظار مزاج الجهة المعنية لترد متى شاءت، وهذا لا يعني أبدا حالة ترصد أو رغبة في الإساءة، إنها مهمة الصحافة ودورها لا أكثر. أكرر القول بأننا لم نكن نتوقع مثل ذلك الرد لأنه يشير بوضوح إلى وجود ترسبات كبيرة في علاقة الهيئة مع الصحافة لم تستطع إذابتها، وشوائب من الشك لم تتمكن من تجاوزها، ومع ذلك نتمنى أن نتجاوز هذه الأزمة ونؤسس لعلاقة تسودها الثقة المتبادلة في أن الجميع يبحثون عن مصلحة المجتمع والوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة