ظهرت تفاصيل جديدة في قصة وفاء الشهري (أم هاجر)، زوجة سعيد الشهري، الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. التفاصيل الجديدة تكشفها والدة وفاء الشهري في حديث هاتفي خصّت به «عكاظ»، عن اليوم الأخير لاختفاء ابنتها، ملمحة إلى أنها استغلت غيابها خارج المنزل في ذلك اليوم وهربت. والدة وفاء وكنيتها (أم فيصل)، أم مكلومة في ثلاثة من أبناء أسرتها، أحدهم ابن زوجها محمد الجبيري الشهري، واثنين من أزواج بناتها، واثنين من أبناء أختها، فهؤلاء جميعهم موقوفون على خلفية قضايا أمنية. هذا عدا أن ابنها يوسف وحفيدها عبد الإله وزوج ابنتها القيادي في التنظيم سعيد الشهري، مدرجون في قائمة المطلوبين ال85 التي أعلنتها وزارة الداخلية في فبراير الماضي. رواية والدة وفاء عن ظروف اختفاء ابنتها سواء بهروبها مع زوجها أو اختفائها بعد نحو أقل من أسبوع من حديث والدها محمد الجبيري، أكد فيه ل «عكاظ»، أن ابنته اختطفت من منزل والدها. واستند الأب حينها إلى روايتها أي ابنته في اتصالها الهاتفي به من اليمن، أخبرته فيها أنه أجبرت على الفرار وترغب في العودة. («عكاظ» 14/9/1430ه). وما بين ذلك كله، تظل نقاط غامضة تكتنف اختفاء وفاء ووسيلة تسللها أو هروبها للأراضي اليمنية للحاق بزوجها سعيد الشهري (القيادي في تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن) وشقيقها يوسف وابن أخيها عبد الإله الذي يعد أصغر مطلوب أمني في العالم أدرج ضمن قائمة 85 مطلوبا أمنيا. قصة الهروب في حديث هاتفي مع «عكاظ»، تروي أم وفاء تفاصيل يوم اختفاء ابنتها، قائلة «في منتصف شهر ربيع الأول الماضي، كنت أزور والدتي المريضة ولم يكن في البيت في حي النسيم في الرياض سوى وفاء وأطفالها وشقيقتها الصغرى، وكان الوقت حينها ظهرا، طلبت حينها وفاء من شقيقتها شراء احتياجات المنزل من إحدى الأسواق، وبدورها طلبت من وفاء أن يرافقها يوسف ووصايف». لكن وفاء والحديث لوالدتها تذرعت أنها ستزور جدة ابنتها وصايف لوالدها عبد الرحمن الغامدي، والمقيمة في حي الشفا جنوبي الرياض، حيث اعتادت زيارتها بين حين وآخر وقضاء نهاية الأسبوع برفقة أطفالها الثلاثة معها. وعبد الرحمن الغامدي هو الزوج الثاني لوفاء، وهو إرهابي قتل في مواجهة أمنية في هدى الطائف عام 1424ه. وأضافت والدة وفاء «عند عودتي سألت ابنتي الصغرى عن وفاء، فأبلغتني أنها ذهبت لزيارة أم عبد الرحمن الغامدي، فسألتها كيف تذهب وسيأتي نساء لزيارتها وتهنئتها بمولودتها من زوجها سعيد الشهري وهي لم تكمل نصف أربعينية ولادتها». وعلى إثر ذلك، هاتفت والدة وفاء أم عبد الرحمن الغامدي، وسألت عن وفاء لتفاجأ بعدم قدومها إليها، وتقول هنا «بدأ القلق يساورني عن مصيرها وأين ذهبت، خصوصا أنها قبل أن تختفي بأسبوع كانت تعاني من متاعب نفسية لم تستطع إخفاءها وقد توقفت عن الطعام بسبب ذلك». بحثت عنها والحديث لوالدة وفاء مع حفيدي عبد المجيد فيصل الشهري في المستشفيات القريبة لكن دون جدوى، وتوقعت في نفسي أن الجهات الأمنية ربما استدعتها لأمر ما، خصوصا أن زوجها سعيد الشهري ظهر في الانترنت مع يمنيين وسعودي من القاعدة يهددون ويتوعدون بالقيام بتفجيرات في المملكة واليمن. وتقول والدة وفاء «ما كنت أعتقده لم يكن صحيحا، وتأكد لي هذا بعد يومين من اختفائها وأطفالها وتبين لي هروبها لليمن، كنت قلقه للغاية، لا سيما أن المتغيبة امرأة وليس رجلا مما أثار مخاوفي وحسرتي على ابنتي وأطفالها، ولم أكن أتوقع أنها ذهبت لليمن وأن ما ذكرته لشقيقتها أنها ستذهب إلى جدة أطفالها، ربما كان بهدف الوصول إلى تلك الغاية. قدوم سعيد تواصل والدة وفاء قصة اختفاء ابنتها «بعد يومين من اختفائها، اتصلت وفاء يوم السبت السابع عشر من ربيع الأول الماضي بهاتف والدة حفيدي عبدالإله الشهري، وأبلغتني أن سعيد أتى إلى الرياض وأوقف سيارته أمام المنزل في حي النسيم وطلب منها الذهاب معه إلى اليمن واصطحبت معها أطفالها الثلاثة يوسف القحطاني ووصايف الغامدي وشذى الشهري. وتضيف «طلبت مني وفاء أن أسامحها على فعلتها تلك بعدما طمأنتني عنها وأحوال صغارها، لكني رفضت أن أسامحها إلا في حال عودتها إلينا». شريحة يمنية بحسب حديث والدة وفاء، فإن ابنتها وابن شقيقها المطلوب عبد الإله كانا يتحدثان من هاتف جوال يمني، ولم تزد مكالمتهما عن الدقائق الخمس. تقول والدة وفاء «حفيدي عبد الإله ووفاء كان يتحدثان بهاتف ذي رقم غريب، وعندما انتهت المكالمة حاولنا مرارا الاتصال بالرقم ذاته لكن دون جدوى، وأعتقد أن الرقم ذو شريحة يمنية». وتضيف «كان يتحدثان معي من مكان ما في اليمن وقبل انتهاء المكالمة بيننا رفضت أن أستمر في الحديث معها وبكيت من حرقتي عليها وظروف المعيشة التي تواجهها مع رجل مطلوب تلاحقه السلطات، وطلبت وفاء من شقيقتها أن تكون أكثر حرصا علي». وتتساءل والدة وفاء «بعد روايتها، دهشت كيف حملت الجسارة مطلوبا أمنيا أن يأتي بنفسه من اليمن ويقف بسيارة عند باب منزلنا في وضح النهار ويصطحب زوجته ثم يعود مرة أخرى إلى اليمن». وسيط أجنبي التوقعات الحالية أن رواية وفاء بتسلل زوجها سعيد الشهري من اليمن إلى الرياض ووصوله إلى منزل والدتها، لم تكن دقيقة كما روتها وفاء الشهري في اتصالها الهاتفي الوحيد بوالدتها، إذ ثمة فرضيات أن «وسيطا» نقل وفاء وأطفالها من منزل أسرتها بالنسيم إلى مكان آخر، التقت فيه بزوجها ثم اتجهوا مباشرة لليمن. وما يدلل على هذه الفرضية الأخيرة أن والدة وفاء تؤكد أن ابنتها اعتادت في تنقلاتها أن تستخدم سائقا غير سعودي بالإيجار في تنقلاتها. تهنئة يوسف كشفت والدة وفاء، أن ابنها يوسف وهو المطلوب في القائمة 85، اتصل بها من اليمن قبل شهر رمضان بيوم، وتقول «أتصل بي يوسف عبر جوال شقيقته الصغرى وطلب محادثتي؛ إذ هنأني بقدوم رمضان وقال إنه بخير وكذلك وفاء وأطفالها، وسأل عن أحوالي وبقية أخوته». رجوته أن يعود والحديث لوالدة وفاء ويوسف قلت له إننا في هذه الظروف أحوج ما نكون إليه، لكنه أجابني بكلمات أدركت من خلالها أنه لن يعود. وأضافت: ليس أمام يوسف وحفيدي عبدالاله وابنتي وفاء إلا التوبة واستغلال شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة وأن يعودوا إلى أحضاننا وأحضان مجتمعهم؛ لأن الطريق الذي ساروا فيه محفوف بالمخاطر، طريق مظلم لن يؤدي بهم إلا إلى التهلكة وعليهم أن يتعظوا بمن سبقوهم الذين غرر بهم وقادهم الأعداء إلى المصير المجهول. لا تضييق أمنيا تؤكد والدة وفاء أنها وبقية أفراد الأسرة لم يتعرضوا لأي مضايقات من قبل أجهزة الأمن جراء انضمام ابنها وحفيدها لقاعدة الجهاد في اليمن بعدما تسللا إلى هناك، وقالت: أبدا ولله الحمد لم نتعرض لأية مضايقات تذكر بل إن أجهزة الأمن تمكننا شهريا من زيارة أبنائي الثلاثة الموقوفين في سجن الحائر وبعض أقاربي وأصهاري الموقوفين، والحال ينطبق كذلك على اثنتين من أخواتي فأبناؤهما موقوفون في الحائر.