تقاطر الناخبون السودانيون أمس إلى الإدلاء بأصواتهم لليوم الثاني لاختيار رئيس للبلاد وبرلمان ومجالس للولايات في أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ نحو ربع قرن. وأوضحت تقارير بتأخر فتح العديد من مراكز الاقتراع، بينما لم يفتح البعض الآخر أمام الناخبين. وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إن اليوم الأول للاقتراع قد تم إهداره بسبب المشاكل التي لازمت عملية الاقتراع، وطالبت بتمديد التصويت لأربعة أيام بدلا من ثلاثة. وردت المفوضية القومية للانتخابات فى السودان بالقول إنها لم تتلق أي طلبات لتمديد الاقتراع، معترفة بوقوع تجاوزات فى 26 مركز اقتراع فى الخرطوم وصفتها بالفنية. وقال المتحدث الإعلامي للمفوضية أبو بكر وزيري إنه تمت معالجة هذه الأخطاء. وأردفت المفوضية «إنها عيوب فنية شابت البطاقات الانتخابية الأصلية التي طبعت في جنوب أفريقيا وبريطانيا، وإنها أعادت طباعتها في الخرطوم في وجود الأممالمتحدة ومركز كارتر والاتحاد الأوروبي». وأقرت في بيانها إلى وقوع تجاوزات تتعلق بتبديل بطاقات ناخبين وأسمائهم من مناطق إلى أخرى. إضافة إلى تغييرات فى رموز نحو عشرة مرشحين. كانت عملية طباعة بعض أوراق الاقتراع في المطبعة الحكومية قبل بدء العملية، قد أثارت انتقادات الأحزاب التي تقاطع الانتخابات. وتواترت مجريات الانتخابات في يومها الثاني، فذكرت مصادر في مدينة الفاشر في دارفور أن الإقبال لا يبدو كبيرا في الصباح مقارنة بيوم أمس الأول. وكان الكثير من المراقبين وشهود العيان قد وصفوا بداية العملية الانتخابية بأنها كانت متعثرة، فقد تأخر فتح مراكز الاقتراع بما في ذلك المركز الذي أدلى فيه الرئيس البشير بصوته، الذي تأخر نحو ساعتين. وفي ولاية شمالي دارفور، مضى اليوم الأول للانتخابات بهدوء، حيث لم تسجل أية مشاكل أمنية خلال الانتخابات، وإن كانت بعض المراكز الانتخابية فتحت أبوابها متأخرة لأسباب تقول المفوضية إنها انتخابات لوجستية. ووصف الإقبال على التصويت خلال اليوم الأول بالجيد. فيما أفاد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر-الذي يقوم مراقبون من المركز الذي يحمل اسمه بمراقبة الانتخابات- أن التصويت في اليوم الأول كان يجري بسلاسة، رغم وجود بعض العقبات البسيطة. ويقاطع العديد من أحزاب المعارضة السودانية الاقتراع بسبب مخاوف من حدوث تزوير وتلاعب في الانتخابات، الأمر الذي حدا ببعض الجهات بوصف ذلك بالهروب إلى الأمام. ودعي إلى التصويت 16 مليون سوداني توزعوا في 25 ولاية سودانية، وهم عدد المسجلين في القوائم الانتخابية، سيختارون رئيسا وبرلمانا ومجالس ولايات، فضلا عن رئاسة الجنوب في الجنوب السوداني. وأكدت المفوضية أنها عالجت هذه الأخطاء فى جميع ولايات السودان وتعهدت بتعويض المرشحين المتضررين فى الأيام المقبلة. ونددت الحركة الشعبية لتحرير السودان بما اعتبرته تجاوزات شهدتها الانتخابات، وطالبت بتمديد عملية الاقتراع أربعة أيام إضافية. وقال سامسون كواجي مدير حملة سلفا كير زعيم الحركة «لقد رصدنا تجاوزات عدة. اليوم إذن هو يوم غير محتسب. لقد وجهنا شكوى إلى مفوضية الانتخابات نطلب فيها تمديد عملية الاقتراع من ثلاثة إلى سبعة أيام». وفي سياق تأثير مقاطعة بعض أحزاب المعارضة للانتخابات، دلل بوجود مؤشر واضح على ذلك عند معاينته لبعض المراكز الانتخابية في منطقة الحاج يوسف في الخرطوم، التي تتواجد فيها نسبة كبيرة من الجنوبيين من اتباع الحركة الشعبية إذ وجد غياب أي تمثيل الحركة الشعبية في هذه اللجان، الأمر الذي وجد فيه تأكيدا لمقاطعة الحركة للانتخابات في الشمال والاقتصار على خوضها في المناطق الجنوبية.