تراجعت الحماسة للاقتراع في اليوم الثالث للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية في السودان، وشهدت المراكز في ولايات البلاد الشمالية ضعفاً في الإقبال وتدافعاً في الولاياتالجنوبية مع استمرار شكاوى الأحزاب المعارضة من خروق وتجاوزات وأخطاء فنية. وقال رئيس الدائرة الفنية في مفوضية الانتخابات الفريق الهادي محمد أحمد إن المفوضية جمّدت الانتخابات في 9 دوائر ولائية، و6 قومية في ولايات البلاد، وستجرى الانتخابات فيها خلال مدة لا تتجاوز 60 يوماً، موضحاً أن نسبة التصويت بلغت في بعض الولايات حوالى 50 في المئة، مشيراً الى أن جملة الناخبين تجاوزوا 40 في المئة. كما أكدت المفوضية أن الدوائر التي ورد فيها خلط لرموز المرشحين سيتم تأجيل الانتخابات فيها 60 يوماً، وأوضحت أنّ نسبة الخلط لا تتجاوز 1 في المئة، ووعدت بمعالجة الاخطاء التي وقعت. وبلغت الاتهامات المدونة في النيابة المتخصصة لمخالفات الانتخابات في ولاية الخرطوم ضد المفوضية القومية للانتخابات، 72 حتى يوم أمس. وعلى رغم دخول الانتخابات يومها الثالث، استمر تأخر فتح مراكز الاقتراع في الخرطوم وبعض الولايات. وقال رئيس لجنة الانتخابات في ولاية جنوب دارفور مصطفى فرح إن قوات «حركة تحرير السودان» بزعامة مساعد الرئيس السوداني مني أركو مناوي أخّرت عملية الاقتراع يوماً ونصف اليوم في دائرة بليل والسلام شرقي مدينة نيالا عاصمة الولاية، مبيّناً أن غالبية أراضي المنطقة تقع تحت سيطرة قوات مناوي. وفي جنوب السودان تزايد الإقبال على مراكز الاقتراع لكن تزايدت معها شكاوى مرشحين من تدخل قوات «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على الإقليم لمصلحة «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم الاقليم. وأعلن مستشار الرئيس السوداني المرشح للبرلمان في محافظة التونج في ولاية واراب، بونا ملوال، تجميد ترشيحه بسبب تجاوزات ومضايقات تعرض لها من قبل «الحركة الشعبية». واتهمها بعرقلة العملية الانتخابية في الجنوب عبر التزوير والتلاعب والقوة العسكرية. كما رفع حزب المؤتمر الشعبي المعارض إلى مفوضية الانتخابات نحو 150 شكوى وحال تجاوز وسلمها للمراقبين الدوليين، وأرفق الحزب وثائق من بعض ضباط مراكز الاقتراع، واتهم السلطات في ولاية الجزيرة باعتقال اثنتين من مرشحاته هما النعمة علي العوض وأميرة السر حسن، وأشار إلى تواصل حالات تبديل بطاقات الاقتراع في عدد من الدوائر الجغرافية. لكن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي يراقب مركزه الانتخابات قلل من المشكلات الفنية والإدارية التي صاحبت عملية الاقتراع. وقال في جوبا عاصمة الجنوب إن نسبة المصوتين بلغت في بعض المراكز 60 في المئة على رغم أن بعضها بدأ العمل متأخراً لعدم جاهزيته، موضحاً انه وفقاً للتقارير الواردة من مراقبي مركزه في الولايات فإن الانتخابات تسير في شكل طبيعي، وأن الأوضاع في دارفور طبيعية. ورأى أن انسحاب بعض الأحزاب جاء متأخراً، ووصفه بأنه غير قانوني وغير مبرر.