تعتبر الرئيسة الهندية براتيبها باتيل، التي تستقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم في مقر رئاسة الجمهورية الذي يطلق عليه (راشتر باتي بهاوان)، أول امرأة في تاريخ الهند تتقلد منصبا بعد الاستقلال. ونشأت الرئيسة باتيل، التي ولدت في 19 ديسمبر عام 1934م في بلدة (جالجوان) في ولاية (ماهاراشترا) غربي الهند، في أسرة متواضعة، وحازت على درجة جامعية في القانون من مومباي. ويعد منصب الرئيس في الهند منصبا فخريا، والسلطة التنفيذية الحقيقية محصورة في يد رئيس الوزراء، إلا أن الرئيس يملك تأثيرا في تشكيل الحكومات على المستويين الوطني والمحلي، كما أنه يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ورشحت سونيا غاندي -التي تعتبر أقوى امرأة في الحياة السياسية في الهند، وينظر إليها على أنها رئيسة الوزراء الحقيقية- براتيبها إلى المنصب الرئاسي، كما دعمتها أمام القضاء الهندي، وكانت التهمة الموجهة إليها الفساد وسوء التصرفات المالية، إلا أن أعلى سلطة قضائية هندية رفضت عريضة الاتهام ووصفت سونيا غاندي القرار بأنه تاريخي. وتعتبر الرئيسة الهندية، وهي جدة حاليا ومن أنصار حزب المؤتمر الهندي، ومقربة جدا من رئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي، إذ أدارت شؤون أنديرا بعد وفاة ابنها الأصغر سانجاي في أواخر السبعينيات. وتمكنت الرئيسة الهندية، بمساندة شعبية وبأغلبية الأحزاب السياسية، من اجتياز الانتخابات وفازت بنسبة 66% من أصوات الهيئة الناخبة المؤلفة من نواب في البرلمان الوطني والبرلمانات المحلية. ورغم أن منصب الرئيس الهندي هو منصب شرفي، إلا أن الرئيسة الهندية تظهر عادة وهي ترتدي (الساري) وهو الزي التقليدي. دخلت الحياة السياسية عندما كانت في ال28 من عمرها عبر نشاطها الاجتماعي، وانتخبت نائبة في البرلمان التشريعي لولاية (ماهراشترا) عام 1962. وتبلغ من العمر 71 عاما، وعينت في منصب وزير في مجلس الوزراء، في ست حكومات في الفترة من 1962 - 1985. فتولت وزارات الصحة والإسكان والتعليم، خدمت بعدها كأحد النواب. وآخر مناصبها كان حاكمة لولاية (راجاستان) الشمالية. ورغم عدم تمتعها بثقل سياسي، كانت لها أعمال سياسية متميزة في (ماهاراشترا)، ومشهود لها بالنزاهة والكفاءة الإدارية ولم تكن موضع جدل سياسي يذكر.