أكتب مادة هذه الزاوية، في الوقت الذي تعقد فيه اللجنة المنظمة لبطولة الخليج اجتماعها الثاني لحل مشكلة زعبيل الأولى، ويبدو أن اللجنة تتجه نتيجة حسابات ضيقة خلقت لنا مشكلة زعبيل الثانية، والتي ستكون أعقد من زعبيل الأولى بمراحل، فالأولى يمكن تصنيفها على أنها شغب جماهير، يحدث في ملاعب كرة القدم عندما يغيب الوعي، وله تشريعات ونظم تعالجه، لو تعاملت اللجنة بمسؤولية، ولكن بكل أسف أن هذه المسؤولية لم تكن حاضرة في الاجتماع الأول، وستموت في اجتماع هذا اليوم، بعد أن تم بناء تكتل إمارتي، عماني، قطري، نتيجة حسابات ضيقة ستختنق في مساحاتها الصغيرة، أهداف وقيم ومبادىء ونظم. قد نتفهم موقف المندوب الإمارتي الذي يقاتل بشدة لعسف مواد لائحة البطولة لتفصيلها على رغبات نادي الوصل، ولكن ما لا يمكن تفهمه هو موقف مندوبي سلطنة عمان ودولة قطر، فالأول يبدو وكأنه يحاول أن يحمي الحكم العماني، لأن ذهاب النتيجة للوصل قد يرمم صورة الحكم المهشمة، أما المندوب القطري فموقفه غريب، وأتمنى أن لا تكون دوافع هذا الموقف مستمدة من اعتبارات بعيدة عن كرة القدم. كنت أتمنى لو تم الرفع للاتحاد الدولي، بكل ماحدث لأخذ مرئياته، ليعرف الأخوة في (خليجنا الواحد) أن المنافسات الخليجية تقول غير ذلك، فالاتحاد الدولي لكرة القدم يتعامل بقسوة شديدة مع مثل هذه الأحداث، قد تصل إلى حرمان نادي الوصل من المنافسات الإقليمية والقارية لمدة تزيد على الخمس سنوات، بل إنه قد يتجاوز في عقابه نادي الوصل إلى الاتحاد الامارتي لكرة القدم. يبدو أن التكتل الثلاثي سينجح في تمرير مخططه، بتثبيت النتيجة للوصل مع فرض غرامة مالية عليه، حسب ما ورد في المادة الثامنة، التي يطالب التكتل بالاحتكام إليها، وتطبيق هذا المادة هو اعتراف صريح بحجم المخالفات، ومراوغة مكشوفة في تطبيق الجزاءات، وسيكون لذلك تبعات كبيرة ستطوي صفحة هذه البطولة، ولعل حديث صاحب السمو الملكي سلطان بن فهد، وهو الرجل الذي عرف بالهدوء والحكمة وتغليب المصالح العليا على الأهداف الضيقة، يشير إلى أن نهاية هذه البطولة أصبحت مسألة وقت. لو تراجع هذه التكتل، وغلب الحكمة وأعطى النصر حقه، فالنصر مطالب بالانسحاب من هذه البطولة، لأن المشاركة فيها أصبحت معيقة لكل الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها، وهذا المآل المؤسف للبطولة يخالف توجهات القيادة الرياضية السعودية، فالقراءة المتعمقة لأحداث زعبيل الأولى وما تبعها من تداعيات، وزعبيل الثانية وما تشهده من تكتلات، كلها تؤكد أن مثل هذه البطولة أصبحت مثل العضو المصاب بالمرض الخبيث في جسد خليجنا الواحد، دعونا ننتظر إلى أين ستأخذنا زعبيل الثانية.