يكذب ليلوي عنق الحقائق.. يكذب ليسوق بضاعته.. يكذب ليتجمل.. يكذب ليحتال.. يكذب بوشاية.. يكذب بوضاعة.. يكذب ليتسول!. فحين نجد مثل هذه الصفات متكاملة ومتطابقة عند إنسان متعلم وذي عقل مستنير، فتلك طامة كبرى في منهجه ومنهاجه، فتصاب بالحيرة والارتباك في أمره، وتحار كيف سيكون التعامل معه، إذا كانت تجمعك به زمالة عمل أو تجارة في محل، أو تقرأ له ما كتب، أو تسمع منه وعنه ما نسب، فليس بإمكانك أن تضبطه متلبسا بقول أو عمل، فالتمويه صنعة هذا الإنسان المخادع حتى لو سلكت أقصر طريق للوصول إليه، وهل باستطاعة أحد أن يمسك ب «زيبق» بين يديه؟، فهو إنسان زئبقي تراه لامعا جميلا في كفك يكر ويفر وليس باستطاعتك القبض عليه، ولكن.. لا بد للشارد من وارد، حينما يرد طوعا وكرها مقبوضا عليه، بعد أن انتهى عبثه بحياة الآخرين، وكشف قناعه الزائف، وتعرية الألاعيب والأحاجي البهلوانية التي كان يظن أنه الفهلوي الذي لا يمكن كشفه واصطياده ورسفه في أصفاده، وتقديمه بين يدي العدالة التي ستقتص منه وقد ألحق الضرر بالكثير من ضحاياه. فالجاهل، واضح بغبائه ونزقه، وفي تدني مستواه العلمي والمعرفي، وجهله بما يدور في محيطه. وكل همه مأكله ومشربه وكأنه في غفلة من أمره، ففاته قطار العلم ولا أقول قطار الحظ، لأن العلم يؤخذ بالجهد والتحصيل وليس بالأماني والتقهقر والتراخي والكسل، وهذا ما جعله أسير غبائه ونزقه وحنقه والفراغ الطويل الذي لم يجد من خلاله ما يعوض به أموره المفتقدة، غير الأوهام والتصورات غير الإنسانية في افتعال المكائد والدسائس والإيقاع بالآخرين، حينما أتى ذلك كردة فعل من تصرفاته الخاطئة الجاهلة. فكيف سيكون التعامل مع هاتين الشائبتين اللتين سقناهما كمثال «فالأول» المتعلم ذو المواصفات البهلوانية، فبداية يجب مداراته وضبط مداره في مناصحته والصبر على أذيته، فربما يرتجى منه خيرا ليفيق من غيه ويتخلص من مثالبه، ويعود كفرد من أفراد المجتمع نافعا غير ضار.. و«الثاني» الجاهل الذي يجب التعامل معه بحذر ونباهة، وتفنيد مزاعمه وافتراءاته الباطلة، دون نبذ أو إقصاء له، فيرتجى منه العودة لجادة الحق المبين والتخلي عن الزيف المهين، فالحياة عامة أخذ وعطاء وفيها السالب والموجب. ولنأخذ من الحياة عبرة، لكي نجد من خلالها حلا بمرونة وسلاسة لمشاكلنا الاجتماعية. فالحياة ليس في طبيعتها استمرارية الخلود، فهناك الكثير من المتغيرات في الطبيعة، فالأشجار يعصف بغصونها المورقة الخريف وتصفر وتتساقط أوراقها، ومن ثم يأتي الربيع فتورق الأغصان من جديد، تلك هي الحياة مد وجزر، بوركت كيمياء الحياة. فيجب أن يكون لنا في الحياة أسوة حسنة في التعامل مع الغير بالرفق واللين لهذا أو ذاك من الناس، بعيدا عن الصراخ والعويل والتهديد وقطب الحاجبين والسخرية من الآخر، هذا أذا أردنا أن نقيم اعوجاج متعلم، وتنقيح سلوك جاهل.. نحو الأحسن بل الأفضل. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة