أوصى منتدى صناعة العمران بجدة في ختام فعالياته أمس بتجويد تنفيذ مشاريع البنية التحتية في المدن، وطالب المشاركون بالاستفادة من مناهج الهندسة القيمية والبرمجة الهندسية في تخطيط المشاريع، ونشر ثقافة الجودة الشاملة وأهمية مرحلة التصميم في تحديد تكاليف المشاريع، واستخدام العناصر القياسية في بناء المساكن، والمحافظة على البيئة في تنفيذ المشاريع من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وأشار رئيس اللجنة التأسيسية للمباني الخضراء المهندس سلطان فادن في محاضرته عن مفهوم المباني الخضراء إلى دراسة تفيد بأنه في عام 2050 سيعيش 80 في المئة من سكان الأرض في المدن الكبرى، وأن هذا الزحف يسبب التكدس والاكتظاظ السكاني، ويخلق ما يعرف بالعشوائيات، وأنه نتيجة لهذا الاكتظاظ يصبح هناك عجز في الخدمات العامة لعدم تناسب معدلات النمو السكاني مع معدلات نمو الخدمات. وأوضح أن أهم أسباب التغيرات المناخية حالياً هو اختلال نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو، مستشهداً ببيانات تشير إلى أن الفرد في دول الخليج ينتج معدلات تعتبر الأعلى في العالم من غاز ثاني أوكسيد الكربون، ونسبة كبيرة من إنتاج هذه الغازات ومصدرها أنشطة تتعلق بالمباني وبوسائل البناء. ولفت إلى الجرائم التي تمارس بحق الغابات الضخمة، ما يؤدي الى موت الاسطح الخضراء وتحولها الى صحاري في فترات قصيرة، موضحاً أن الدراسات أثبتت أن مصانع الأسمنت ومادة الأسمنت نفسها تعتبر من المسببات الخمسة الأوائل لمرض السرطان. واعتبر أن أهم المشكلات الذي يواجهها الفرد، خصوصاً في المملكة هي توافر الكهرباء والمياه، مشيراً إلى أن ثلث انتاج المملكة من النفط يتم استهلاكه لانتاج الطاقة، وأن المباني وطرق البناء تستهلك اكثر من 40 في المئة من هذه الطاقة، وفي الوقت نفسه فإن معدلات نمو الطلب على الكهرباء الذي يقدر بنحو 8 في المئة سنوياً لا يمكن توفيره حالياً ولا في المستقبل من مزودي الخدمة. من جهته، ذكر نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين المهندس سعود الأحمدي أن عدد المهندسين العاملين يقدر بنحو 130 ألف مهندس منهم 20 في المئة فقط من السعوديين. وحثّ المهندسين الانضمام لعضوية الهيئة كما هو مطبق في عدد من الدول العربية لما فيه من مميزات عدة للمهندسين، وبالتالي يكون هناك ارتباط بين جميع المهندسين في الهيئة وتبادل الخبرات، والعمل ضمن معايير وأنظمة واضحة يكون نتاجها تحسين الجودة ودقة العمل الهندسي.