يوجد فيلم اسمه «مدينة النساء»، ويوجد فيلم مصري اسمه «أريد خلعا» للسيدة حنان ترك، ومن قبل ومن بعد، فهناك كتاب آخر يتناول رجوع الشيخ إلى صباه، شخصيا سمعت عنه، وفي حياتي لم أقرا الكتاب، ولكن من الواضح أن كلمة شيخ تعني الإنسان الذي يتجاوز عمره ستة عقود أو ربما يكون مثلي رجلا خمسينيا يعتمد في حياته على الإفطار يتبعه كوب واحد من شاي الخمسين على الطريقة المصرية.. ومن قبل ومن بعد فكتب النساء أكثر من الهم على قلب الإنسان الذي لا يحب مطلقا كلمة نساء، وذات مرة قبل حوالي عقد ونصف تقريبا عملوا إحصائية فقالوا إن المرأة البلغارية هي الأقوى والأكثر خشونة وقدرة على الصبر وتحمل الشدائد، وفي مقابل ذلك فالرجل الإيطالي رغم خشونته الظاهرة هو الأكثر ميولا ورقة بخلابة في التعامل مع النساء. وكلما اتجهنا شمالا.. نجد أن حقوق المرأة في تصاعد، وإذا انحدرنا جنوبا فهي في مد وجزر، وتكاد المرأة شمال العالم وتحديدا في الدانمرك أن تستحوذ على حقوقها وحقوق الرجل أيضا، فهي التي تحتل أعلى درجات التسلسل الهرمي، وهي المديرة، وهي التي تتولى الإشراف على الشأن التربوي والاجتماعي، وأما الرجال فقليل منهم يتولى شؤون الطبخ والدعاية والتسويق.. وفي الكاتدرائيات العملاقة يتولون مهام الوعظ والإرشاد، وهذه العبارات ليست بالنقل وإنما بالمشاهدة احتكاكا بغير تماس ولا التماس، وذات مرة صعدت مع سيدة عجوز إلى برج في قلب مدينة استكهولم، وتناولنا الشاي وسألت عن طول هذا البرج، وقالت السيدة إن كثيرا من الفتيات يلقين بأنفسهن من مبان عالية في حالة يأسهن من الاستقرار العاطفي مع الرجال.. وبالطرف المقابل فهمت أن الرجال لا يمارسون الشيء نفسه مطلقا، فهم يخافون من وضع نهايات لحياتهم بطريقة مجانية وغير مسؤولة. لبرهة قصيرة قلت لنفسي.. المرأة تصنع لنفسها أفكارا، وهذه ليست مشكلة. ولكن المشكلة هي أنها تصدق كل كلمات الرجل، فإذا قال لها هنا وهناك، وفي شمال العالم أيضا: يا حبيبتي وحياتي.. وما إلى ذلك من عبارات تفيض دفئا ونقاء، اعتقدت وربما بنية حسنة أن الحياة تصبح مستحيلة على الرجل بدونها، وعندما تكتشف في اليوم التالي أن كلماته تزداد التهابا بما لا تراه في واقع العلاقة صحيحا، فمن الطبيعي لذلك كله أو بعضا منه أن تتخذ إجراء غير مسؤول، إلا من رحمها الله وسدد خطاها، فلا شيء يغير أفكار المرأة حيال الرجل، ولا شيء يغير الرجل في علاقته بالمرأة.. وسوف يبقى الرجل يقول كلاما ناعما، ولسوف تستمع إليه المرأة حتى آخر سن يبقى في فمه من الداخل!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة