في السنوات القليلة الماضية تكاثرت الجامعات في وطننا بطريقة متلاحقة وهي ظاهرة صحية وامتدت حتى شملت المحافظات، كما تضاعفت في المدن الكبيرة فازداد عدد الجامعات الناشئة وهي خطوة تحسب لوزارة التعليم العالي وقراءتها للمستقبل، إلا أن مما يجب التوقف عنده هو طريقة الوزارة في إنشاء هذه الجامعات وهي التنسيل والاستنساخ من القديم وإسناد أمر الجامعات الناشئة إلى جامعات أخرى سابقة لسنوات قد تطول مما قد يؤخر تكامل الجامعة الناشئة وينهك الجامعة الراعية وهذه الطريقة تضر الراضع والمرضع كما يقولون، إن الجامعات ليست تعليما عاما ورسالتها تختلف وأهدافها غير وأول ما يجب أن تتصف به كل جامعة من بداية نشأتها بأنها تحمل شخصية اعتبارية ولا يصنع هذه الشخصية إلا رجال ذوو خبرة ومتفرغون (طقم إداري وأكاديمي متفرغ) فتقوم الجامعة وتتأسس قوية، وفي نفوس من يقومون عليها تحدي التنافس ويقيمون ورش عمل تحدد مسارها وتخصصاتها واتصالها بالعالم الخارجي، إن جامعاتنا تعاني حقاً من ضعف المنتج العلمي والبحثي ولا يستطيع أن يقف على رجليه ليوازي قوة المنتج العالمي في نفس التخصصات ولعل ذلك يعود إلى تأسيس الجامعات بالطريقة الاستنساخية فيما سبق وهي اليوم تزداد سوءا، كما أن الجامعات المتبنية الجامعات الناشئة تنال حظها من الإرهاق الإداري والمالي ومهما قيل فإن القدرة البشرية والطاقة لدى مسؤولي هذه الجامعات محدودة، والمقترح أن تزيد الوزارة الثقة في الأكاديميين من أبناء الوطن الذين يملأون الجامعات السعودية وتمنحهم حق المشاركة الوطنية في تأسيس جامعات الوطن وهم والحمد لله كثر ومن ذوي الخبرات الإدارية والأكاديمية، إن الجامعات الناشئة لا ينطبق عليها كلمة «حصريا» وإن علينا أن نمنحها التأسيس الصحيح عبر رؤية ورسالة وأهداف تحددها العقول الوطنية الأكاديمية. أمر آخر ذو بال وهو غياب مجالس الأمناء عن الجامعات، مع العلم أن هذه المجالس لها دور إيجابي كبير فهي عين أخرى وقلب إضافي ويد مساعدة للجامعة، وما دام أنهم أمناء فإن حق الأمانة يقضي المناقشة والمساءلة والمساعدة لإدارة الجامعة، إن مدير أية جامعة مهما طال مكثه في إدارة جامعته لا شك أنه سيتغير ويبقى مجلس الأمناء متواصلا، إن اقتراحا كهذا يدخل في إطار الاستراتيجية التعليمية لوزارة التعليم العالي ولعله يرى النور والتطبيق في لائحة جديدة خاصة وأن السنوات المقبلة ستشهد كثافة كبيرة في أعداد الجامعات ولا يستطيع معالي الوزير مهما أوتي من قوة أن يواكب هذه الجامعات ويتابعها فيساعده في ذلك مجلس الأمناء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة