أشكر وزارة الصحة على مبادرتها في تنظيم ندوة (الأخطاء الطبية وآلية التعامل معها) مساء أمس الأول في الرياض، بحضور وزراء الصحة والعدل والثقافة والإعلام والقيادات الإعلامية في المملكة. والواضح أن هدف الندوة الوصول إلى فهم متبادل بين القائمين على العمل الإعلامي من جهة، والقائمين على العمل الصحي من جهة أخرى، حول واقع النشر الصحافي عن الأخطاء الطبية في وسائل الإعلام. وتعقيبا على تعليقي في الندوة، طالب وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، بأن ننظم ندوة عن الأخطاء الصحافية، على غرار ندوة الأخطاء الطبية التي نظمتها وزارة الصحة. وهنا أقول لمعالي الوزير، إن الأمر لا يحتاج إلى ندوة؛ فالصحافة المحلية والدولية لا تنزه نفسها من الأخطاء التي تحدث أحيانا، بل إن هناك مؤلفات في المكتبة الإعلامية عن أبرز الأخطاء التي تحدث في كبريات الصحف الأمريكية؛ مثل الواشنطون بوست ونيويورك تايمز وغيرهما، إضافة إلى أن طبيعة العمل الإعلامي اليومي وواقع السبق الصحافي والتنافس الإعلامي، يفرض إيقاعا سريعا على أداء الصحافي والصحيفة في آن، فعندما ينتشر 100 صحافي، في عملية ركض يومي، لإنتاج 52 صفحة، خلال 6 ساعات، وطباعة مئات الآلاف من الصحيفة وتوزيعها، لا بد أن تحدث أحيانا أخطاء بشرية أو فنية، غير مقصودة، وهي أخطاء استثنائية، تؤكد القاعدة الصحيحة والسليمة لكافة الأخبار الأخرى، بمعنى أنها أخطاء شكلية، يفترض ألا تمس قواعد وقيم العمل الصحافي الأساسية، الدقة، المصداقية، الموضوعية، وهنا يبرز دور الجهات الأخرى في توفير المعلومة الصادقة لمساعدة الصحافي، وتسهيل مهمته من جهة، وإبراز وجهة نظر الجهة الأخرى، والاستفادة من مساحات النشر. ورغم أهمية الندوة، التي يفترض أن تنعقد بشكل سنوي لتجسير الفجوة، إلا أن ما طرح من أوراق عمل، أو مداخلات، يكشف أن هناك سوء فهم لواقع العمل الصحافي، وأهدافه، ومنطلقاته، ورسالته، وجمهوره؛ فورقة وزارة العدل اعتبرت الصحافيين جزءا من منسوبي وزارة الثقافة والإعلام، وهذا الأمر غير صحيح، فالصحافيون يعملون في شركات ومؤسسات وطنية مساهمة (ضمن نطاق قطاع خاص) ولديها وظائف أساسية، (إخبارية، رقابية وترفيهية) بمعنى أنها جرس إنذار مبكر لما يحدث في المجتمع من ظواهر وتقديمها لصانع القرار. أيضا، استعرض الأستاذ عبد الرحمن الهزاع، خلال الندوة نماذج لمقالات بعض الكتاب، استخدموا فيها أحكاما تعميمية حول الأخطاء الطبية، وأوصافا قد تكون غير دقيقة، وذلك باعتبارها نماذج من الأعمال الصحافية في معالجة الأخطاء الطبية، وهي في الواقع مقالات رأي، وليست مواد خبرية؛ فالقاعدة الصحافية (الرأي حر والخبر مقدس) وهناك معايير ثابتة للعمل الصحافي، وقواعد مهنية، واشتراطات رقابية للإجازة والنشر الصحافي، تلتزم بها السياسات التحريرية للصحف. بشكل عام، أسهمت الندوة في توسيع العمل المشترك بين النظام الإعلامي والصحي والقضائي، وطالبت بالحد من الأخطاء الطبية، وإعادة النظر في الدية والتعويضات للضحايا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة