من هم هؤلاء الذين يطرقون الأبواب، ويقتحمون البيوت، ويسألون عن أعداد الأفراد في البيت وأسمائهم ودرجات القرابة بينهم ونوع التعليم ومستوى الثقافة... وهلم جرا من الأسئلة الشخصية الخاصة، التي لا تهم أحدا لا الضيوف ولا الزوار ولا حتى الحرامية!! من الذي يهمه من في البيت من الإنس أو الجن إذا لم يكن موظف التعداد! ومن يريد السرقة هل يبدأ بالتعارف قبل أن يسرق، بمعنى هل يهمه التعرف على سكان البيت قبل سرقتهم!! أقول قولي هذا ردا على مذيعة لطيفة متحمسة، كانت تقول على الهواء في محطة إذاعية شهيرة (بالإف إم) لتحذير المستمعين الكرام: «انتبهوا لا تعطوا أسراركم لمن يطرقون عليكم أبواب البيت! لأن أهلي يقولون جاهم ناس طلبوا معلومات عن أهل البيت، وبعدين هربوا لما أهلي طالبوهم بإثبات أنهم من موظفي التعداد»! يعني هؤلاء الناس الوحشين كادوا يحصلون على معلومات عن أهل البيت، لكن يقظة عائلة المذيعة كانت لهم بالمرصاد فما أعطتهم مرادهم!! لذا أتساءل: ما هي المعلومات السرية في البيوت؟!، ومن هم الذين يريدون معرفة أعداد الساكنين في بيوتهم، وما الذي يستفيدونه إذا عرفوا أنهم ليسوا من يقدمون الخدمات وليسوا من المكلفين بالتعداد، فمن يكونون؟ أشباح وهمية جاءت لتسرق هذه المعلومات، يبقى السؤال قائما: ما الذي يستفيده اللص إذا عرف أن البيت مأهول.. أو غير مأهول! هل سيسرق وأهل البيت موجودون!! لا أشك بالطبع في كلام الأخت المذيعة نجاها الله من المكر والمكارين! لكنني أتساءل مع القراء الكرام: من الذي يعنيه معرفة أخباري التفصيلية بالبيت إذا لم يكن موظف التعداد!! أو خاطب!! حتى الخطاب أي الباحثين عن زوجات لا يبحثون عن التفاصيل الصغيرة، يكتفون بالخطوط العريضة! ولا يهم كم عدد أفراد الأسرة المصونة، يهمهم فقط اللي عليها العين.. أين تكون؟ الكبرى، الصغرى، الوسطى... وهكذا!! لافت للنظر ما يجري هذه الأيام من أخبار وقصص وروايات تنفع للتهويل، لكن لا تنفع لحفظ الأمن! فمن الخطأ الشائع الاعتقاد أن الأخبار المتناقلة عن قصص اللصوص والسرقات يزيد الأمن ويضبط الشارع العام! على العكس يعريه ويجعله مكشوفا أمام اللصوص، على اعتبار أن الحكايات المبالغ فيها جعلت من اللصوص أبطالا ومن الشرذمة قاعدة! نخطئ لو كنا نظن أن اختلاق الشائعة انتصار للأمن، بل هو انتصار لاختراق الأمن، وكأننا نقول للعالم أجمع هذه حياتنا وهذا هو الأمن عندنا!! قد تكون بعض الحوادث صحيحة، كسرقة سيارة.. اسطوانة غاز، أو أي شيء ممكن الانتفاع منه، ولو ملعقة!! أما سرقة معلومات من البيوت، فهذا يجعلنا نتساءل: ما هي المعلومات المهمة في أن عدد البنات عشر والبنين عشرة! أريد القول: أمننا أمانة في أعناقنا، واختلاق الحكايات للتسالي يضر ولا ينفع.. وموظف التعداد يقوم بمهمة لا خوف منها، إنما الخوف أن لا نتعاون معها!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة