يبدو أن الأوضاع الصحية في المدينةالمنورة تحتاج إلى وقفة صادقة ومراجعة جادة من قبل المسؤولين في وزارة الصحة، فقد كثرت الأخبار المنشورة عن الأخطاء الطبية التي تقع في مستشفيات طيبة، وأصبح العديد من أهلها القادرين على تحمل تكاليف العلاج والسفر وبقية النفقات يأتون إلى جدة طلبا للتداوي، أما الباقون -وهم الأكثرية الساحقة- فليس أمامهم سوى ما هو موجود من مستشفيات، وقد ساءت الأوضاع إلى الحد الذي دفع مسؤولة صحية في مستشفى النساء والولادة في المدينةالمنورة إلى المطالبة بتوفير الأدوية والأجهزة اللازمة وسد النقص في الحاضنات والأطقم الطبية، مؤكدة أن العديد من الأطفال حديثي الولادة توفوا بسبب ذلك النقص وعدم توفر الإمكانيات التي تواجه أعداد من يلجأن للمستشفى من النساء لعدم قدرتهن على دفع تكاليف المستشفيات الخاصة، وهذا شيء مؤسف جدا إن كان ما نقل عن تلك المسؤولة صحيحا ودقيقا، ولكن ما أعلمه أن أخبار ومآسي الأخطاء الطبية الحاصلة في بعض مستشفيات طيبة كافية لجعل المسؤولين في الوزارة يراجعون الأوضاع الصحية في المدينةالمنورة.. ولعلهم يفعلون! وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن مدينة أخرى هي نجران تعاني من أوضاعها الصحية ومن الأخطاء الطبية، إذ لا يمر يوم وآخر حتى يكون في الصحف خبر عن خطأ طبي يؤدي إلى وفاة أو إعاقة مريض، وكان آخر ما قرأته قبل أيام في هذا المجال أن طفلا أصيب بالشلل بعد إعطائه حقنة طبية، ولست داخلا في تفاصيل ما حصل وهل كانت الحقنة في الوريد أم في العضل، ولكن الملاحظ أن بعض المتردية والنطيحة من الممرضين والممرضات لا يجيدون حتى إعطاء الحقنة، وإن فعلوا ذلك تسببوا في نزيف ظاهر تحت الجلد وألم حاد في منطقة الحقن يحتاج إلى علاج بالكمادات والملطفات والمخفضات للحرارة! وقد ذكرنا ما يحصل في مدينتين رئيستين، فكيف لو جئنا على ذكر الأوضاع الصحية في بعض المحافظات الصغيرة؛ مثل الليث والقنفذة التابعتين لمنطقة مكةالمكرمة وهي أكبر منطقة إدارية في البلاد، ففي هاتين المحافظتين يضطر المرضى للسفر إلى مكةالمكرمة أو جدة طلبا للعلاج لتواضع الخدمات الصحية في المحافظتين. أما الضواحي التي بين أم القرى وجدة وبين المحافظتين وبعضها يبعد ما يزيد على مائة كيلو متر، فإن (الملدوغ) يحمل في وانيت وهو (يفرفر) حتى يصل إلى أقرب مستشفى حكومي في مكةالمكرمة أو جدة ليأخذ المصل المضاد للتسمم؛ إما لعدم توفر المصل في مركز صحي قريب من المصاب أو لأن ذويه جربوا المراكز المجاورة فما وجدوا فيها شيئا.. وما ذكر يستدعي من الوزارة القيام بمسح شامل للأوضاع الصحية في المحافظات الصغيرة وما حولها.. والله الموفق. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة