حذر استشاريان في التغذية من زيادة إصابة الأطفال بالسمنة في المملكة، بعد أن سجلت الإحصائيات الطبية اتساع دائرة السمنة بين الأطفال من 25 في المائة إلى 35 في المائة. وأبرز الاستشاريان نتائج دراسة علمية أظهرت أن 90 في المائة من المصابين بالسمنة المفرطة لديهم شهية مفرطة في تناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات، إلى جانب وجود عوامل وراثية تجعل الشخص يميل للامتلاء دون إرادته، إلى جانب اضطراب الغدد الدرقية والنخامية وغيرها، واتباع عوامل سلوكية غذائية ضارة كتناول الوجبات السريعة بكافة أشكالها وأنواعها بكثرة. نوعان للبدانة استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية الدكتور خالد علي المدني رأى أن البدانة تتصدر المشكلات الصحية التي يعاني منها طلاب المدارس، حيث اتسعت دائرة إصابة أطفال المملكة بالسمنة إلى 35 في المائة، موضحا أن السمنة أو البدانة تنقسم إلى نوعين: الأول ناتج عن زيادة عدد الخلايا الدهنية، ويظهر عادة عند الأطفال وفي مرحلة الشباب المبكرة، والثاني ناتج عن زيادة حجم الخلايا الدهنية ويظهر في مرحلة البلوغ وعند الكبار، ولا تكون أسباب السمنة بالضرورة زيادة كمية الطعام. ونصح المدني بتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بانتظام، وأخذ الأطفال بانتظام إلى النادي أو إلى حديقة عامة، حيث يستطيعون اللعب والجري بحرية مع بقية الأطفال، ووضع حدود حاسمة بالنسبة للوقت الذى يقضيه الاطفال يوميا أمام التلفزيون أو الكمبيوتر أو في اللعب بألعاب الفيديو، وتجنب الأكل أمام التلفزيون وتناول الوجبات الخفيفة الصحية مثل الفواكه والخضراوات الطازجة، العصائر الطازجة، الزبادي، الجبنة قليلة الدسم، فتناول هذه المأكولات أفضل من تناول الشكولاتة. الثفافة الغذائية استشارية التغذية الدكتورة رويدا إدريس اعتبرت أن مسببات السمنة لدى الأطفال مختلفة، «فهناك أسباب عضوية ووراثية، وأخرى كالافتقاد للثقافة الغذائية»، وشددت على ضرورة اقتناع الطفل بممارسة الرياضة لما لها من أثر إيجابي على صحته، إلى جانب أهمية اختيار الوجبة المقدمة للطفل، التي تلعب دورا في مواجهة سمنة الأطفال. وأوضحت «أن للسمنة أسبابا عضوية تحتاج لعناية طبية وعلاج، وأسبابا وراثية لها علاقة بشكل الجسم والقابلية للسمنة، ويمكن التغلب عليها عبر النظام الغذائي الصحي المناسب، أما السبب الرئيسي فأشير بأصابع الاتهام فيه للوالدين وأحملهما المسؤولية الكاملة لسمنة الطفل بسبب غياب الرقابة الأسرية، والاعتماد على المربية التي تفتقد للثقافة الغذائية، والحس العاطفي الذي يجبرها على وضع مصلحة الطفل كأولويات، إضافة إلى شدة الدلع أو شدة القسوة التي ينتج عنها أطفال مضطربين نفسيا، ومفتقدين للعاطفة التي لا يجدون وسيلة لإشباعها سوى بأكل ما تصل إليه أيديهم، فضلا عن افتقار مدارسنا لمناهج التوعية الغذائية بدليل ما تحتويه المقاصف من وجبات عالية بالمواد النشوية والذهنية والسكرية، وقلة النشاط البدني». الوجبات السريعة إدريس أشارت إلى أن «المأكولات السريعة هي الشماعة التي يفضل الآباء تحميلها لسمنة أبنائهم، لكن من المسؤول الأول عن تقديم هذه الوجبات للأبناء، فإن لم يدفع ثمنها للأبناء؟ فالمطاعم التي تقدم الوجبات السريعة كالبرغر والبطاطس هي نفسها تقدم السلطات، فلماذا لا تحتوي وجبة الأطفال المكونة من البطاطس والبرغر والبيبسي على طبق صغير من السلطة المحتوية على ألوان جذابة من الخضراوات، ويستبدل الوالدان المشروب الغازي بالعصير، إذن السبب ليس المأكولات السريعة، بل طريقة اختيار الوجبة المقدمة للطفل وهي من مسؤولية الوالدين». وخلصت الدكتورة رويدا إدريس للتأكيد «أن أفضل النشاطات الرياضية للأطفال هي النشاطات التي تمارسها الأسرة مجتمعة كالمشي والسباحة، وقفز الحبل، وركوب العجل، ولعب كرة القدم، ولا ننسى أن أفضل رياضة تتحرك فيها عضلات الجسد كلها عندما ترتفع يد رب الأسرة خمس مرات في اليوم مناديا لصلاة الجماعة في المسجد».