تستجوب هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة تبوك أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهدف تقصي الحقائق حول ملابسات احتجاز الهيئة فتاة عشرينية بتهمة محاولة الهروب إلى جدة. وكان مصلون في مسجد مجاور لمقر الهيئة قد أغاثوا فتاة بلغهم صراخها لدى أدائهم صلاة مغرب الجمعة الماضية، فأبلغوا الشرطة التي حضرت وخلصت الفتاة من الاحتجاز. وتتحقق هيئة الادعاء العام من حالة الفتاة التي قرر مستشفى الملك خالد في تبوك إصابتها بكدمات، فضلا عن التعرف على ملابسات آثار الخنق التي بدت واضحة على الرقبة. وتفحص هيئة الادعاء العام اتهام الهيئة بدعوة استدراج الفتاة كي يقبض عليها، وكذلك التحقق من تهمة تعرض الفتاة للخنق والضرب من قبل أفراد الهيئة. وأبلغت «عكاظ» مصادر مقربة من القضية أن الفتاة اتهمت أفراد الهيئة باستدراجها عبر شاب كي يصطحبها تهريبا إلى جدة، إضافة إلى دعوى تعرض الفتاة «للضرب والخنق، في ظل وجود آثار على جسدها ورقبتها». وتفيد الفتاة بأن كل ما في الأمر أنها طلبت من الشخص الذي أوقع بها لدى الهيئة، إيصالها إلى محطة النقل الجماعي أو المطار كي تتمكن من السفر إلى ذويها في جدة وليس تهريبا. لكن مدير عام الهيئة في تبوك سليمان العنزي عارض مزاعم الفتاة، مكتفيا بالقول إن «شابا أبلغ الهيئة عن فتاة تريده أن يهربها إلى جدة، فقبضنا عليها». ويأتي نفي رئيس الهيئة في الوقت الذي تؤكد ل «عكاظ» مصادر مطلعة على ملف القضية أن أعضاء الهيئة «قبضوا على الفتاة عند محطة وقود (15 كيلو مترا خارج تبوك)، وهي برفقة شخص، وجرى نقلها إلى مقر الهيئة في حي الورود واحتجازها، بينما لم يتخذ أي إجراء أو توقيف للشخص المرافق». واستكملت الأجهزة ذات الاختصاص تحقيقاتها مع الفتاة ووالدتها عقب استلام الفتاة من دار الحماية الاجتماعية، إذ أبانت الأم لمحققي هيئة التحقيق والادعاء العام أن ابنتها غادرت المنزل إثر خلاف مع شقيقها، مشيرة إلى أن إقامة الأسرة موزعة بين جدةوتبوك، والأخيرة أصبحت المقر الدائم لها. ويرفض شهود عيان أبلغوا عن الحادثة رواية رئيس هيئة الأمر بالمعروف، مطالبين بالاستماع إلى شهاداتهم لدى جهة التحقيق. وهؤلاء يشكلون سبعة أشخاص كانوا يؤدون الصلاة وقت استغاثة الفتاة، وبينهم كبار في السن وجيران للهيئة. وهنا يصر الشهود على القول: «سمعنا صرخات مدوية ونحيبا وصراخا فيه شد وجذب ما يوحي بمحاولة أفراد الهيئة اصطحاب الفتاة بالقوة من الفناء إلى المكاتب»، وهم بذلك يرفضون تأكيد العنزي رئيس الهيئة بأن الفتاة استجوبت داخل السيارة، «كيف سمعنا صراخ الفتاة ورجال الهيئة وصوتا مشابها للضرب لأكثر من 40 دقيقة لو كانت داخل السيارة، وهل يعقل أن سبعة شهود في وقت واحد وبصوت واحد يكذبون؟».