كشف ل «عكاظ» الرئيس التنفيذي للمعهد السعودي للبيع بالتجزئة والتسويق الدكتور عبدالعزيز العبدالعزيز أن نسبة تسرب العاملين في قطاع التجزئة في المملكة تتراوح بين 40 120 في المائة من الموظفين السعوديين، وبين أن هذه المشكلة تعاني منها معظم دول العالم، وأكد ضرورة أن تعي كل الشركات التي تعمل في هذا القطاع أنها قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الشباب وتوظيفهم، مايعني أهمية وقوفها بحزم أمام هذه المشكلة وتقدم دراسات علمية لمعرفة الأسباب. وقال العبدالعزيز إن 84 في المائة من التسرب في سوق العمل بسبب الرئيس الوافد، ويأتي ضمن ذلك الضغط على الموظف السعودي الذي بدأ الآن يتسيد الموقف في قطاع البيع بالتجزئة من خلال المهارات التي يتسلح بها أثناء التدريب في المعهد، وإذا استمر الموظف السعودي في العمل سوف يصبح مشرفا ومديرا ورئيسا، ويسيطر على كافة أجزاء الهرم الوظيفي، ولن يكون هناك وافد يضغط على الموظف السعودي، واستدرك قائلا «يجب ألا يفهم كلامي بشكل خاطئ، نحن مع الخبرات أيا كانت، ونقدر جميع من خدم البلد، ولكن هناك استراتيجية وطنية للسعودة وتوطين الوظائف وفق الأسس والمعايير الدولية وهي التي تطبق حاليا في المعهد». وشدد العبدالعزيز على أهمية ودور ثقافة الفرد والمجتمع في هذا الشأن، حيث قال، موضوع العمل وتقبله في مجالات مختلفة قد يراها البعض غير لائقة أو غير آمنة وهذا يعتمد قبل كل شيء على الثقافة التى تمكن الإنسان من تغيير هذه النظرة والتي هي بالطبع خاطئة، ويجب علينا كأفراد في هذا المجتمع أن نشجع أبناءنا على العمل في أي مجال يتيح لهم الكسب الشريف والمشروع. وعن دراسة صافولا لمشكلة التسرب، قال: تمت دراسة المشكلة من قبل المختصين ومسؤولي الموارد البشرية في شركة بندة التي يزيد عدد موظفيها عن 13 ألف موظف وتزيد نسبة السعودة فيها عن 38 في المائة، وأثبتت النتائج أن هناك أربعة أسباب رئيسة للتسرب في مجال البيع بالتجزئة، وهي: الراتب غير المجزي، عدم وجود سلم وظيفي واضح للموظفين، عدم وجود حوافز سواء كانت مالية أو معنوية تساعد الموظف على الاستمرار، عدم توافر بيئة عمل صحية من جميع الجوانب الإدارية والاجتماعية. وأضاف، إن قطاع البيع بالتجزئة يعتبر الذراع القوي في دعم الاقتصاد بشكل عام، وفي توفير فرص عمل ممتازة للشباب، لافتا إلى أنه حسب الإحصائيات الصادرة من وزارة العمل تبلغ نسبة السعودة في هذا القطاع 16 في المائة فقط. وزاد، نحن نعمل على هدف رئيس ونبيل وأسمى من مجرد توظيف الشباب وإعطائهم مبالغ مالية من خلال المرتبات، نحن ننظر إلى السعودة بشكل مختلف ينطلق من الإيمان التام بأنها مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق الشركات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، فشركات بحجم مجموعة صافولا ترى في نفسها القدرة على تجسيد هذا الهدف إلى واقع ملموس وتحديدا من خلال ذراع الشركة في مجال البيع بالتجزئة «شركة العزيزية بندة»، فإن المجموعة تسعى لأن تكون السعودة واقعا وقيمة مستدامة يستفيد منها أبناء الوطن في جميع المناطق. وأضاف، من خلال خبرات مجموعة صافولا والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، خرجنا بمشروع نعتبره نواة حقيقية ونقلة نوعية في السوق السعودية هو (المعهد السعودي للبيع بالتجزئة)، وهو أكبر شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص بالنسبة لعدد الفرص الوظيفية التي سيوفرها لخريجيه، خصوصا وأنه يمثل مظلة رئيسة للتدريب في قطاع البيع بالتجزئة، وتتمثل الرسالة الأساسية للمعهد في خدمة الأسرة السعودية من خلال توظيف أبنائها في قطاع البيع بالتجزئة، وأيضا من خلال توفير الجو المناسب والبيئة الاجتماعية المريحة لهم أثناء تسوقهم في أسواق البيع بالتجزئة من خلال التدريب الذي يتلقاه الموظفون في فنون خدمة العملاء وتوفير سبل الراحة للمتسوقين. وبين أن أهداف البرنامج التدريبي للمعهد تتركز حول تطوير قدرات الشباب ومهاراتهم في قطاع البيع بالتجزئة من خلال التدريب الاحترافي وتشجيع الشباب للعمل في هذا المجال، وهذا لايأتي إلا من خلال تقديم مسار وظيفي واعد يضمن استمرار العامل ويحقق له الأمان الوظيفي. وعن طريقة التدريب وأهميته في إعداد عاملين على مستوى عال، قال «التدريب في المعهد يركز على جانب التطبيق العملي إضافة إلى الجانب النظري الذي يتبعه مباشرة التطبيق الميداني في جميع أقسام الهايبر ماركت السبعة، وهي: الخضار، اللحوم، الأجبان، تصفيف البضائع، المخبز، الإلكترونيات، المحاسبة (الكاشير). ويقسم المتدربون إلى سبع مجموعات، بحيث لايتجاوز عدد المجموعة الواحدة 15 متدربا، ويوزعون على الأقسام السبعة التي سيتدربون فيها، بحيث يمضي المتدرب أسبوعين في كل مهنة مقسمة بين التدريب النظري والتدريب العملي ثم التدريب على رأس العمل. وردا على سؤال عن الثقافة الجديدة التي يحققها المعهد، قال تم بناء المناهج في المعهد بطريقة تقدم للمتدرب المعارف والمهارات المطلوبة لأداء العمل، وتعريفه بالآلات والأدوات التي يستخدمها في القسم الذي يتدرب فيه، إضافة إلى تزويد المتدرب بفنون التحضير والعرض والبيع مع التركيز على فنون الأمن والسلامة في القسم الذي يتدرب فيه، ونشير هنا إلى أن لدى المعهد منهجا متميزا تم بناؤه محليا وفق المواصفات العالمية التي حددتها المنظمة الأمريكية للتدريب والتطوير وراجعته جهات الاعتماد في أستراليا، وهو يركز على ثقافة العمل كمنهج للحياة ويشتمل على 70 ساعة تدريبية لتدريب أبنائنا على مهارات الحياة التي تهتم بتزويد المتدرب بالمهارات التي يحتاجها في حياته الشخصية مثل النظافة العامة وفن الإتيكيت وفنون التعامل مع الآخرين وخدمة العملاء. وعن أهمية توظيف وتأهيل الشباب أصحاب الحاجة الحقيقية أو الذين يكونون خارج المدن الرئيسة مما يقلل من حظوظهم في الحصول على عمل، قال العبدالعزيز «شكل فريق عمل اتجه نحو قرى الساحل وقرى منطقة جازان، ويتواجد في المعهد حاليا ما يزيد على 180 متدربا من أبناء هذه القرى يتدربون في المعهد وفروعه». وفي رده على سؤال عن تفضيل صاحب المنشأة للبائع الوافد عن السعودي قال «هذا سيصبح من الماضي، ولن أبالغ إذا قلت إنه فعلا أصبح من الماضي ولكنني أميل إلى الانتظار لتصبح النتائج واضحة للجميع. مايحدث الآن هو أن الموظف السعودي سواء بائع ومصفف بضائع أو كاشير أفضل من الوافد، حيث أن خريجي المعهد يكونون متقنين للمهارات السبع التي تتطلبها سوق البيع بالتجزئة، لكن الموظف الوافد لا يمتلك إلا مهارة واحدة فقط، في الماضي كان الموظف السعودي يكتسب الخبرة من الممارسة فقط عند التحاقه بالعمل أما الآن فإن الموظف السعودي يبدأ العمل وهو متسلح بخبرة ومهنية واحترافية وإتقان يكتسبها من خلال التدريب الذي يتلقاه في المعهد».