كشف ل «عكاظ» رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح عن وجود ستة آلاف رجل أمن سعودي تابعين لأمن الشركة يعملون على تأمين وحماية منشآت وقطاعات أرامكو في مناطق المملكة، تلافيا لهجمات قد ينفذها تنظيم القاعدة الإرهابي. وفي اتصال هاتفي من بوسطن الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس، أوضح الفالح أن التعبئة تأتي في أعقاب تمكن أجهزة الأمن من ضبط خليتين انتحاريتين تضمان 11سعوديا ويمنيا واحدا، بصدد الإعداد لهجمات تستهدف منشآت نفطية وأمنية في المنطقة الشرقية، بحسب بيان لوزارة الداخلية نشر في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. ثقة قوية ووضع المهندس الفالح كامل ثقته في رجال أمن وزارة الداخلية، فضلا عن الاطمئنان إلى قدرات عناصر أمن شركة أرامكو السعودية، الذين يكونون قوة أمن قوامها أكثر من ستة آلاف من السعوديين المدربين والمؤهلين تأهيلا عاليا لمواجهة كل الظروف والاحتمالات، مؤكدا التعاون المنهجي والعملي مع وزارة الداخلية. وأن هناك أفرادا التحقوا بجامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية بغية اكتساب وامتلاك ناصية المهارات الوقائية، الأمر الذي يشيع حالة من الطمأنينة حول التدابير المطبقة، في ظل تفعيل منظومة متكاملة بين وزارة الداخلية وشركة أرامكو. محاولات يائسة وكانت أجهزة الأمن قد أجهضت مخططا إرهابيا خلال الفترة الماضية لتفجير منشآت لشركة أرامكو في رأس تنورة، إلى جانب سكن لموظفين إداريين يعملون في تلك المنشآت، بحسب تأكيدات مسؤول أمني في وزارة الداخلية، عمدت «عكاظ» إلى نشرها الأسبوع الماضي. ولم تكن محاولة تنظيم القاعدة الإرهابي في التخطيط والإعداد لمهاجمة منشآت أرامكو في رأس تنورة هي الأولى، إذ سبقتها عدة محاولات فشلت القاعدة في بلوغها. أهمها محاولة تفجير أكبر مصفاة للنفط في العالم في محافظة بقيق، عندما أخفق مسلحو القاعدة في اقتحام المصفاة في الرابع والعشرين من فبراير 2006م، وهو ما اعترف به أربعة موقوفين أدلوا بأقوال مثيرة بثها التلفزيون السعودي منتصف مايو 2007م، حول التخطيط لهجوم واسع يستهدف منشآت نفطية في المملكة، وأن المحاولة الفاشلة لتفجير مصفاة بقيق حازت على موافقة مباشرة من زعيم القاعدة أسامة بن لادن، فيما توهم التنظيم أن تحدث العملية تأثيرا يفوق ما أحدثته هجمات الحادي عشر من سبتمبر. تضييق الخناق وعما إذا كانت تدابير الشركة الأمنية بالتنسيق مع وزارة الداخلية محصنة ضد الاختراق من قبل التنظيم الإرهابي، أفاد رئيس أرامكو بالقول: «لاشك أن هناك عناصر تخطط، وخبثهم مكشوف. ولكن مرة بعد الأخرى أحبطت هذه المخططات، وستستمر أجهزة الأمن في المملكة والشركة في التضييق على الجانحين وحذره دائما، وثقتنا في رجالنا عالية جدا». يقظة مبكرة إلى ذلك، أكد خبيران في شؤون مكافحة الإرهاب في اتصالين هاتفيين مع «عكاظ»، أن إجهاض أجهزة الأمن مخططات لخليتين إرهابيتين كانتا في مراحل التجهيز الأولية لمهاجمة منشآت نفطية في المنطقة الشرقية، يعكس بوضوح تام اليقظة التي تتحلى بها في إجهاضها لتلك المخططات منذ وقت مبكر من محاولة القاعدة مهاجمة تلك المنشآت. وهو مايؤكد كفاءة منظومة الأمن وقدرتها العالية على توجيه الضربات الاستباقية للتنظيم بمهنية وحرفية أصبحت حديث العالم. القاعدة واليمن ومن ناحيته، طالب رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر ونائبه الدكتور مصطفى العاني الحكومة اليمنية باتخاذ المزيد من التدابير لفرض سيطرتها الأمنية على معاقل ومعسكرات تنظيم القاعدة، حتى لاتصبح الأراضي اليمنية منطلقا لاستهداف أمن المملكة والإضرار بمصالحها النفطية والاقتصادية، مؤكدين أن قاعدة اليمن لازالت قادرة على تجنيد جيل جديد للقاعدة يدرب في اليمن ومنها ينطلق لاستهداف الأمن السعودي وسلامة مواطنيه. بنغلاديشي القاعدة على صعيد متصل، رجحت مصادر «عكاظ» أن يكون البنغلاديشي الذي أوقفته سلطات الأمن في إطار تفكيك شبكة إرهابية مؤلفة من 101 إرهابي خلال الأشهر الماضية، من العمالة الوافدة إلى المملكة للعمل، وأن دوره في الشبكة ربما كان ذا طبيعة لوجستية من خلال نقل العناصر الضالة، وتأمين احتياجاتها من المواد والمستلزمات، فضلا عن توفير بعض المعلومات إذا اقتضى الأمر.