وثقت أجهزة الأمن، تاريخيا، حدثا جديدا من سلسلة انتصاراتها وحنكتها في كبح الأهداف الإجرامية التي كانت تخطط لتنفيذها خليتين إرهابيتين مؤلفة من 11سعوديا ويمني واحد ،اعترضتها أجهزة الأمن، وهي في مراحل الإعدادات الأولية لمهاجمة منشآت نفطية وحيوية والمنطقة الشرقية. وكشف مسؤول أمني كبير في وزارة الداخلية ل «عكاظ» عن أن عناصر هاتين الخليتين خططت لمهاجمة مصافي تكرير البترول في محافظة رأس تنورة، 70 كيلومترا شمال مدينة الدمام شرقي المملكة، وسكن الموظفين الإداريين العاملين في تلك المنشآت، إلى جانب مهاجمة مقرين أمنيين في المنطقة الشرقية، أحدهما لقوات الطوارئ الخاصة في مدينة الدمام. ضبط أسلحة وأبان المسؤول الأمني الكبير أن قوى الأمن عثرت على سبعة أسلحة رشاشة مخبأة في موقع صحراوي في نفود منطقة القصيم عصر الأربعاء الماضي، تزامنا مع إذاعة بيان وزارة الداخلية حول تفكيك شبكة إرهابية تضم 101ضال، وخليتين مؤلفتين من 12 فردا بينهم يمني، مشيرا إلى أن عمليات البحث عن أدوات الفئة الجانحة، لم تزل قائمة في أكثر من مكان، وفقا للمعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن، وأن عملية الإعلان عن كمية وماهية المضبوطات مرهونة باستكمال عمليات البحث. خلية النفط ولفت إلي أن محاولة مهاجمة منشآت النفط في المنطقة الشرقية من قبل التنظيم الإرهابي لم تكن الأولى، إذ سبقتها أخريات جرى إحباطها من قبل أجهزة الأمن، كما أن التنظيم سبق وأن خطط لتفجير مبنى مباحث محافظة الخفجي عام 2008م بأيادي خلية إرهابية يطلق عليها «خلية النفط» ، كانت من بين خمس مثيلات إرهابية فككتها قوى الأمن منذ مطلع ذلك العام، والقبض على 520 إرهابيا. ومن بين العناصر، سبعة موريتانيين من حملة المؤهلات الجامعية والدراسات العليا، أحدهم كان يحمل درجة الماجستير، وقدم إلى المملكة بتأشيرة سائق خاص حتى يمكنه التنقل بين المناطق بحرية. إحداث فوضى وأماطت مصادر «عكاظ» اللثام عن مخططات تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن داخل المملكة، مقرة أن التنظيم الجانح حاول مهاجمة أهداف المنطقة الشرقية تزامنا مع الأحداث التي شهدتها الحدود الجنوبية للمملكة، بغية إحداث الفوضى داخل البلاد، وأفشلت يقظة رجال الأمن مخططاته، مبدية استغرابها من وجود عنصر بنجلاديشي من بين أفراد الشبكة الإرهابية ال101التي جرى تفكيكها، الأمرالذي لايستبعد أن يكون هذا العنصر قد قدم من اليمن متسللا. مواجهات الشرقية وشهدت المنطقة الشرقية خلال السنوات الماضية عدة أحداث، أخفق تنظيم القاعدة في المملكة، قبل هزيمته وانتقال من تبقى من عناصره إلي اليمن، في تحقيق أهدافه. منها، على سبيل المثال، هجوم أربعة إرهابيين مسلحين في السابع والعشرين من مايو2004 م على مجمع واحة عبدالعزيز السكني في الخبر، من بينهم الموقوف نمر البقمي، وعمدوا إلى احتجاز عدد من الرهائن لأيام. كما شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن ومسلحين من عناصر القاعدة، تحصنوا في مبنى سكني في حي المباركية مدينة الدمام، مطلع سبتمبر عام 2005م، فيما فشل التنظيم في الرابع والعشرين من فبراير 2005م في تفجير مصاف نفطية في محافظة أبقيق بسيارتين مفخختين، كان يتولى قيادة مجموعتها فهد فراج الجوير، الذي قتل ورفاقه في عملية دهم أمني لاستراحة كان يتمترسون داخلها في حي اليرموك شرقي الرياض بعد يومين من فرارهم من أبقيق. ومهاجمة منشآت النفط في المنطقة الشرقية، هدف قديم متجدد لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتزعمة الجانح أسامة بن لادن، الذي حث أنصاره في المملكة على مهاجمة تلك المنشآت عبر عدة رسائل صوتية بثت عبر مواقع متطرفة، وتبنتها فضائيات. بيد أن التنظيم فشل أكثر من مرة في تحقيق مآرب زعيمه الضال، لتحبط قوى الأمن عمليات كانت قيد التنفيذ، أوعبر إجهاض عمليات كان يعد لها، مثل تعبئة الجهود لمهاجمة معامل تكرير البترول في رأس تنورة.