هكذا يفهم الكثير من الناس ممن قصر فهمهم وربما ساءت طويتهم، ولا ينكر أن يكون من الناس من يمدح غيرك أمامك ويقصد بذلك الإساءة لك، فهذا وارد، خصوصا إذا كان الممدوح ممن بينك وبينه ما هو قرينة إلى أن تسيء الظن بالمادح، يبقى أن يدرك العقلاء أهمية هذا الجانب فيتعاملون معه بمقتضى الشرع والحكمة حتى لا تزل القدم ولات ساعة مندم، فيجب التفريق بين الناس أولا، وثانيا عدم الدخول في النيات، وثالثا استبيان الأمر، ورابعا حمل الناس على المحامل الحسنة، وخامسا عدم إعانة أهل الشر على شرهم، وسادسا توخي الحذر من بعض الناس عملا بالقول: اتق شر من أحسنت إليه، وسابعا مشاركة المادح مدحه والزيادة على ما قال، فهو علاج ناجع دليله قوله تعالى (... فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)، وثامنا: عادة ما يكون منشأ هذا الأمر هو الحسد، وحسبك بالعبارة التي تقول: ما خلا جسد من حسد ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه، ولو لم يكن في الحسد إلا أنه أول ذنب عصي الله فيه لكان كافيا، إذ صدر من إبليس حينما حسد آدم وسعى في إخراجه من الجنة. [email protected]