اطلعت على ما نشر في «عكاظ» في العدد رقم 15869 الصادر في 22/2/1431ه تحت عنوان «هيئة مستقلة لرعاية المنشآت الصغيرة والمتوسطة»، وهذه بدون شك قضية حيوية ومطلب مهم أصبح المجتمع بكل مؤسساته وهيئاته أمام مسؤولية دراسته والعمل على تحقيقه في أقرب وقت خدمة للمواطن والمواطن من خلال تشجيع الشباب على الاستثمار وفق ما يملكونه من إمكانيات، وتأسيس ثقافة جديدة للعمل والبحث عن مصادر الرزق وتأمين المستقبل بعيدا عن ما تأصل عبر السنين لدى كثير من الشباب ممن لا يؤمنون بمصدر رزق آخر غير الوظيفة والمكتب. ولا يمكن تأصيل ونشر وإشاعة هكذا ثقافة متصلة بحياة الإنسان وخياره الاستراتيجي في المعيشة دون أن تعتمد على أساس يسندها وتقوم عليه. ذلك أن من الصعوبة بمكان أن تقنع شابا في مقتبل العمر بالاتجاه إلى الاستثمار، والاستدانة لإنشاء مشروع صغير يحمل فرصا متساوية للنجاح والفشل، دون أن يشعر أن ثمة جهة ترعاه. سأتحدث عن تجربة شخصية تؤكد مخاوف الشباب وتبررها، حيث أنشأت معملا للبلاستيك منذ 15 عاما، بذلت خلالها ما أستطيع من جهد وقت لتجويد المنتج وتطوير آليات العمل، وتكثيف الإنتاج فنجحت ولله الحمد بالجانب المتعلق بالتخطيط والإدارة والتنظيم وفشلت في تطوير وزيادة خطوط الإنتاج، وظل عمل المصنع كما هو عليه بالكاد يغطي طلبات عميل واحد؛ كوني لا أملك الإمكانيات اللازمة لذلك، وليس ثمة جهة يمكنني اللجوء إليها طلبا للدعم والمؤازرة والتشجيع سواء ماديا أو معنويا أو حتى على مستوى الاستشارات، في حين كنت أتلقى بين وقت وآخر شهادات الجودة من أكثر دول العالم تطورا في مجال إنتاج المصنع، إضافة إلى استلامي الغريب وإلى الآن لم أحصل على الدعم المادي أو المعنوي رغم شهادات الجودة التي تنهال على المصنع من أكثر دول العالم تطورا في هذا المجال، إضافة إلى استلامي عدة عروض لشراء منتج المصنع مقدما فيما لو وافقت على نقل نشاطي إلى الدول العارضة، وهو ما رفضته لعدة أسباب من بينها حرصي على البقاء مع أسرتي ومجتمعي.إنني أستغرب غياب الدعم سواء المباشر أو غير المباشر لمثل هذه المنشآت وهو ما يقل فرص بقائنا في السوق فضلا عن مشاريع التطوير التي نحمل بها وجذب المزيد من الشباب للاستثمار في المنشآت الصغيرة والمتوسطة. أيمن جوهرجي