تحتفي إثنينية عبد المقصود خوجة للمرة الثانية بالروائي وكاتب «عكاظ» عبده خال، وذلك في دارة خوجة في جدة الأسبوع المقبل. واحتفت الإثنينية بخال أخيرا كروائي، وتحتفي به هذه المرة لنيله جائزة بوكر العربية عن روايته «ترمي بشرر». وأعلن عبد المقصود خوجة عن حفل تكريم عبده خال البارحة الأولى، ليلة تكريم الاثنينية الشاعر والناقد أحمد عبد المعطي حجازي، حيث استهل خوجة كلمته عن حجازي، قائلا: «هذه أمسية يتألق فيها الشعر بعد غياب ليس بالقصير عن أمسياتنا». وأثنى على أهمية حجازي كأحد أبرز شعراء القصيدة الحديثة، وأحد رموز المرحلة الثقافية المصرية التي أبرزت وأنتجت الكبار في الشعر والثقافة والأدب والفن. أما ضيف الأمسية أحمد عبد المعطي حجازي، فتحدث «عن الاحتفاء الذي لقيه، وعن الحب والمشاعر». وأبدى في الأمسية ندمه على قصيدته الهجائية الساخرة والساخطة ضد الأديب المصري الراحل عباس محمود العقاد، وذلك أثناء رده على سؤال للكاتب أحمد عائل فقيهي، حيث سأله في مداخلته عن قصيدته الهجائية ضد العقاد نتيجة موقفه المضاد والمعارض للشعر الحديث في الخمسينيات الميلادية، ومواجهة حجازي اليوم قصيدة النثر وكتابها، التي أسماها الخرساء. فرأى حجازي أن قصيدة النثر لها مواصفاتها وأجواؤها ومعاييرها في الشعر الفرنسي، موضحا أنه هاجم قصيدة العقاد لعدم التزامها بقواعد الشعر، فيما بدا نادما ومتأسفا على تطاوله على العقاد، وقرأ أبياتا من تلك القصيدة، وقال حجازي إن العقاد رد عليّ وعلى جيلي من شعراء الشعر الحديث آن ذاك، عندما سئل عن هجومنا عليه وعلى قصيدتي التي تطاولت فيها عليه، قولوا لهؤلاء يكفيهم فخرا أنهم عاشوا في عصر العقاد. وشدد حجازي في كلمته أمام حاضرات وحضور الإثنينية، على ضرورة التقارب والحوار بين العرب. وأسهب في الحديث عن قريته ونشأته فيها، وعن طفولته وعن السياسة، فاستعاد أيام اعتقاله المبكر، حيث رفضت الحكومة المصرية على إثرها أن تعينه كمدرس بعد تخرجه، ما شكل أول خطوة له اتجاه ما صار عليه الآن. وأجرى حجازي مقارنة بين أحوال الثقافة في مصر والعالم العربي في النصف الأول من القرن ال 20، حيث كانت بحسب رأيه، في قمة أمجادها، وبين النصف الثاني من القرن نفسه، قائلا: «إن جميع تجلياتها سواء في الشعر أو النثر أو السينما أو الغناء أو الفن تشهد أسوأ مراحلها في أيامنا هذه». ورأى «أن الثقافات في العالم تمر بمراحل ازدهار، كما تمر بمراحل تراجع وتوقف، وعندما أتحدث عن الثقافة لا أتحدث عن وزارات الثقافة، ولا مؤسسات، وإنما عن إنتاج ثقافي لا أراه بخير».