رأى الكاتب والشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي أن أحوال الثقافة في مصر والعالم العربي في النصف الأول من القرن العشرين كانت في قمة أمجادها وبين النصف الثاني من القرن ذاته، قائلاً إن جميع تجلياتها سواء في الشعر أو النثر أو السينما أو الغناء أو الفن تشهد أسوأ مراحلها في أيامنا هذه. واضاف: الثقافات في العالم تمر بمراحل ازدهار كما تمر بمراحل تراجع وتوقف، وعندما أتحدث عن الثقافة لا أتحدث عن وزارات الثقافة ولا مؤسسات وإنما أتحدث عن إنتاج ثقافي الذي لا أراه بخير، وما رأيته في الثقافة المصرية يصح أن ينطبق على الثقافة العربية في أقطار كثيرة. جاء ذلك خلال استضافة اثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة للشاعر المصري، والذي تابع: أنا لا أفصل قط بين ازدهار الإبداع وبين الحرية إذا ضاقت مساحة الحرية تراجع الإبداع، علاقة وثيقة بين الإبداع والحرية، ولاشك أن المثقفين المصريين في النصف الأول من القرن العشرين كانوا يتمتعون بمساحة من الحرية أوسع بكثير من تلك التي وجدوا أنفسهم فيها بعد 1952م، لماذا ظلت الثقافة المصرية مزدهرة في الستينيات، هذا يجاب عنه، لأنه كانت هناك أولا الذين تشكلوا في الثلاثينيات والأربعينيات وحتى العشرينيات، لايزالون يواصلون عملهم في الستينيات، ومسألة أخرى أنه كان هناك حلم سياسي أو مشروع قومي بأواخر الستينيات وأوائل السبعينيات لم ينجح، هذا أيضا سبب جوهري للتراجع، الآن ينبغي أن نسأل أنفسنا لماذا الثقافة ليست بخير؟ سنعالج ونتصدى لأسباب تراجعها، ونستعيد الشروط التي كانت شرطا أو تؤدي إلى ازدهارها. وتطرّق حجازي لمصطلح النقد الثقافي، وأشار إلى أن النقد الثقافي غير النقد الأدبي. كما يقال بشكل عام التوجهات التي تحرك فنون الثقافة كالنقد أو الإبداع الروائي أو الفني، والمقصود بالنقد الثقافي ليس ضد النقد الأدبي، وباستطاعتنا دائما أن نجمع بين النشاطين. وعن تأثير فرنسا في شعره. قال: الثقافة المصرية الحديثة تأسّست على ما قدمه المصريون الذين ذهبوا إلى فرنسا، فمعظم أساتذة الفلسفة المصريين تخرّجوا من الجامعات الفرنسية، إذن فرنسا موجودة في الثقافة المصرية قبل أن أذهب.