لا يجيد قيادة السيارة .. لم تطأ قدماه محافظة الخرج على مدى 80 حولا هي العمر الحقيقي الآن للمواطن غازي حويكم الشمري، إلا أن ذلك لم يشفع له لدى إدارة المرور دون إصدار تعميم في صفر الماضي عنه يشير إلى تسببه في حادث مروري والهروب من الموقع. ويقسم الشمري الذي يسكن في مركز الحسي التابع لمحافظة النعيرية (المنطقة الشرقية)، أنه لا يعرف مكان الخرج على الخريطة، ولا يعلم إن كانت في المملكة أو في دولة أخرى، «وتعميم المرور تسبب في تعطيل كل معاملاتي لدى الدوائر الحكومية». ويؤكد المواطن الثمانيني أنه لم يتمكن من إضافة طفلته (عام ونصف)، إلى كرت العائلة، كما أوقف راتبه الوحيد الذي يتقاضاه من مكتب الضمان الاجتماعي، نتيجة مطالبة المكتب له بإحضار كرت العائلة متضمنا اسم طفلته الصغيرة. من جانبه، أكد ل«عكاظ» مدير مرور النعيرية المقدم عبد الكريم حمدان الغامدي وجود تعميم من مرور الخرج، حول تعرض مقيم لحادث مروري تمكن من أخذ رقم السيارة التي أصابته وهرب صاحبها. وقال الغامدي: بالعودة لبيانات رقم السيارة في الحاسب، تبين أنها باسم غازي الشمري وبناء عليه جرى التعميم عنه، موضحا أن «الشمري راجع مرور النعيرية، وتفهمنا وضعه، إلا أن مرور الخرج أصر على تسديد المبلغ وهو قيمة إصلاح السيارة الأخرى، رغم تأكيدنا أن المواطن ليس هو المقصود، وإنما الرقم أخذه المقيم الذي تعرض للحادث بالخطأ». ويتابع المقدم الغامدي: استدعينا غازي الشمري وأحضر سيارته التي لا يجيد قيادتها، وصورناها وأرسلنا خطابا مشفوعا بصور السيارة، وتقرير المهندس الذي فحص السيارة، والذي يؤكد عدم وجود أي أثر لأي حادث سابق في سيارة الشمري. وهنا يتساءل الشمري: كيف أدفع ثمن إصلاح سيارة وأنا لم أجلس وراء مقود سيارة في حياتي كلها، ثم كيف يطالبني المرور بكفيل نتيجة حادث لا أعلم عنه شيئا، مؤكدا أنه وأسرته يعيشون معاناة كبيرة بسبب هذا الأمر، كما أنني رجل كبير ومعوق، إثر إصابتي بمرض في العمود الفقري، ولا أستطيع أن أرى طريقي نتيجة ضعف بصري وليس بيدي حول ولا قوة، فماذا يجب أن أفعل؟. وأكد الشمري أنه سيرفع شكوى لحقوق الإنسان «إذا لم يتم إيقاف البحث عني لأتمكن من العيش بسلام، إذ يكفيني ما أنا فيه من ضيق ذات يد ومرض، كما أن هذا التعميم -الذي وصفه بأنه «جائر»-، منعني حتى من علاج أبنائي وزوجتي المريضة». «عكاظ» زارت منزل المواطن الشمري في مركز الحسي (70 كم شمال النعيرية)، والتقت ولده محمد (16 عاما)، الذي أكد أن جميع أبناء أسرته لا يعلمون أين تقع الخرج، مطالبا بإيقاف البحث عن والده، لا سيما أن مرور النعيرية تعاطف مع أبيه، متسائلا عن سبب إصرار مرور الخرج على إحضار والده إليهم رغم بعد المسافة (700 كم)، والسيارة التي نملكها قديمة ولا تكاد تذهب بنا أكثر من النعيرية أو مليجة.