من يزرع الشوك لا يجني الورود، ولكل فعل ردة فعل، والعنف لا يولد إلا العنف. عندما يصفع الأب ابنه أمام زملائه، فإن ردة الفعل لشاب مراهق غير محمودة. وقرأت قصة الشاب الذي أطلق النار على مدرسته بعد صفع والده له بدقائق. لم يكن هذا الشاب مجرما ولا سفاحا أو قاسي القلب، لكنه أردا أن يعبر عن مدى استيائه من إهانة أبيه له وكسر كبريائه أمام زملائه، لا نبرئ فعله وعلينا إدانة سلوك الأب، وهل من المعقول تربيه الأبناء أمام المارة؟، هل كان الابن محكوما بحكم تعزير شرعي، حتى في الأحكام الشرعية التعزيرية أحيانا تنفذ داخل السجن مراعاة لنفسية السجين، وحتى في القضايا الأخلاقية التي تضبط من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنتهي بالستر، أين الستر وأين التربية ولغة الحوار بين الأب وابنه؟ وهل صفع الأب لابنه إعلان للمعلم وللطلاب أنه نعم المربي، أم أن عقليته لا تقر بلغة الحوار والمناصحة؟ وهل كان جرم ابنه في تدني مستواه الدراسي أكبر من جرم الإرهابيين الذين ينضمون لأصحاب الفكر الضال يناصحون حتى يعودوا إلى الصراط المستقيم؟ لماذا لم يعتبر الأب أن ابنه على أقل تقدير (إرهابي) ويناصحه ليعود إلى صوابه ويجتهد في دروسه بالمناصحة والإرشاد والأخذ باليد والمتابعة والمساندة واعتباره أخا أصغر. عبدالصمد أحمد شيبان