في ظل عصر تجلت فيه الشفافية وأنعم الله فيها على هذه البلاد، تطلعنا نحن أهالي مستورة ببالغ الفرح لإيجاد مركز صحي في مستورة يلبي احتياجات المواطنين بها وتوفير خدمة طبية ترقى بمستوى ما تعيشه البلاد من خير، فما إن دارت عجلة العمل وبدأت محركات الآليات تحفر الأرض على المكان الذي خصص لبناء المركز الصحي حتى استبشرنا بالخير وتوديع المعاناة، إذ أن المركز الصحي الحالي لا يفي بالغرض الذي أقيم من أجله فقد أكل الدهر عليه وشرب وتم ترقيعه على مدى عقود من الزمن حتى عاد كالعرجون القديم فكسرت بعض جدرانه وتخلعت أبوابه ونوافذه وأصبح هشيما تذروه الرياح وتسكن بعض حجراته الأشباح، ولا يقدم أدنى أبجديات الخدمة الطبية، وصفه مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود بالقديم، وأيقنا توديع الركض على الطرق وقطع 80 كلم ذهابا وإيابا لمستشفى رابغ العام. بعد أن قال الدكتور باداود «وقد تم تسليم الأرض الخاصة بالمركز الصحي الجديد للمقاول والمبنى الجديد الآن في طور الإنشاء»، ونقول نحن في مركز مستورة إن أمرا قد جرى فسكنت الحركة وتوقف العمل في المكان المخصص لإقامة المركز الصحي الحلم دون سابق إنذار وانسحبت أرتال المعدات تاركة طابورا من علامات الاستفهام راسمة الحيرة على وجوه الأهالي، فمنذ سنة كاملة والجميع هنا ينتظرون طلة المقاول ليستكمل بناء ما حلموا فيه. إن كان المقاول ليس أهلا للمسؤولية المناطة به فتغييره حل بديهي، وإن كان انسحابه في سياق المناورة مع الشؤون الصحية بحثا عن مستحقات فما ذنبنا، وإن كانت الشؤون الصحية لا تدري عن وقف العمل في بناء المركز فتلك مصيبة، وإن كانت تدري فشقاؤنا أعظم. ياسر أحمد اليوبي مستورة