تنفست أسرة حريق حي الحصين في نجران الصعداء أمس، بعد أن عثرت على ابنتها المفقودة قرب مزرعة غير بعيدة من منزلها، بعد أن عاشت العائلة العربية طوال الأيام الثلاثة الماضية في مخاوف جدية من مقتل ابنتها احتراقا في النيران التي اندلعت في دارها أمس الأول. وتضاعفت شبهات مقتل الفتاة عندما عثر رجال الإطفاء على بقايا عظام بشرية في موقع الحريق، مع تأكيدات والدها بوجودها في المنزل لحظة اندلاع النار. لكن الفتاة العائدة أمس وضعت حدا للتكهنات والتوقعات، وقالت لأسرتها إنها هربت من المنزل لحظة الحريق وتوجهت إلى مزرعة قريبة لتحتمي بسيارة خربة، بعد أن تعرضت لحالة من الهستيريا وبعض الحروق الطفيفة. من جهته، قال المتحدث الرسمي في الدفاع المدني في منطقة نجران النقيب علي عمير آل جرمان الشهراني إن السلطات المعنية تلقت أمس خبر العثور على الفتاة وعودتها إلى أسرتها، وتم نقلها إلى مستشفى الملك خالد للتأكد من صحتها. وأضاف المتحدث أن الفتاة عثر عليها في محيط مزرعة مهجورة قرب المنزل بحسب إفادات أسرتها. وذكرت الفتاة العائدة أنها فوجئت بالحريق وأصيبت بحالة هستيريا، فهربت ناجية بروحها إلى الحقل المجاور وبقيت داخل سيارة خربة حتى أمس. «عكاظ» سجلت زيارة إلى منزل أقارب الفتاة في حي الفيصلية، حيث أقيمت لليوم الثالث على التوالي مراسم العزاء في الراحلة الفرضية وقال ل«عكاظ» خالها راشد أحمد «احترق منزلنا في تلك الليلة، ونجا جميع أفراد الأسرة، لم نجد البنت الكبيرة، بحثنا عنها في كل مكان، عند إخماد الحريق عثرنا على رفات وعظام بشرية فظننا أنها للبنت. كما ترون أقمنا خيمة عزاء لاستقبال المواسين لكننا فوجئنا صباح اليوم (أمس) باتصال من عامل المزرعة يفيد بوجود فتاة شبه ميتة ملقاة في الحقل، توجهنا إلى هناك ووجدناها في حالة يرثى لها، كانت تصيح أمي.. أمي، وتم إسعافها إلى المستشفى وإبلاغ الجهات الأمنية والدفاع المدني».