“بابا.. بابا، فيه نفر موجود مزرعة موت”، بهذه الكلمات هرع ذوو فتاة نجران التي أشيع مقتلها الخميس الماضي في حريق منزل إحدى العائلات بحي الحصين في نجران، إلى المزرعة المجاورة لمسكنهم المتهدم برفقة الهندي عامل مزرعتهم ليجدوا الفقيدة “نورة” ملقاة وسط مجرى مياه وهي في حالة تشنج وهلع وخوف بشكل يوحي بأنها مصدومة من الحادثة أو كأنها مشلولة، بحسب خالها راشد الويلي. وأدت المفاجأة لأن يترك المعزون الذين يقدمون عزاءهم في “نورة” لليوم الثالث مخيم العزاء ويهرعوا إلى مستشفى الملك خالد بعد نقل الفتاة إليه، وإدخالها قسم العناية المركزة لمعالجتها من آثار الحريق الذي لحق بأرجلها ومؤخرة رأسها، فيما تدافع أقارب الفتاة إلى المستشفى وهم في حالة من الذهول لما حصل لابنتهم، فيما طوى ذووها مراسم العزاء وبدت على ملامحهم علامات الفرح والسعادة رافعين أيديهم إلى رب السماء بالشكر على نجاتها. ولم يكن والد الفتاة فايز جله يصدق ما حدث، عندما شاهد ابنته في مجرى المياه وهي في حالة صعبة للغاية، وقال: “أشعر أنني في حلم، لأننا أقمنا العزاء لليوم الثالث على التوالي، وحمدنا الله على ما كتبه لنا، وسلمنا أمرنا له، وتلقينا التعازي من أرحامنا وأقاربنا ومن له معرفة بنا”، مشيرا إلى أنه تلقى صيحات من عامل المزرعة الهندي الذي كان ينادي وهو في حالة خوف وهلع ويقول: “بابا.. بابا فيه نفر موجود مزرعة موت”، مؤكدا أنه كان يستمع إلى كلمات الهندي وهو غير مصدق ما يسمع منه لكلماته المتلعثمة لعدم معرفته بلغتنا العربية، وبالفعل على الفور تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وعاد والد الفتاة إلى لحظات ما بعد حريق المنزل، وقال إنه عندما تم الانتهاء من عمليات إطفاء الحريق التقى مسؤولي الدفاع المدني وأبلغوه بوجود عظام، مشيرا إلى أنه جاء على خاطره أنها ابنته وسلم أمره لله، فيما تم تسليم العظام إلى مستشفى نجران العام لتحليلها عن طريق ال: »dna” وكان موعد تسليم النتائج أمس، إلا أن ظهور الفتاة في وقت طلب التحاليل أنسى الجميع تلك النتائج وعدم المطالبة بها. يشار إلى أن الحريق اندلع فجر الخميس الساعة الثالثة فجرا في منزل الأسرة المكلومة، ونتج منه احتراق البيت بأكمله ما تسبب في خسائر كبيرة في الممتلكات، واستطاع رجال الدفاع المدني السيطرة على الحريق في فترة وجيزة والمحافظة على أكبر قدر ممكن من الممتلكات وأرواح البشر الذين وصل عددهم إلى 11 فردا تم إنقاذهم، فيما توصل الجميع إلى أنه توجد فتاة مفقودة، عمرها 20 عاما، وبعد البحث والتحري اقتنع ذوو البنت بأنها احترقت، ووجدت عظام مشكوك في أمرها تم تسليمها لصحة نجران التي لم تظهر نتائجها حتى مثول الصحيفة للطبع.