توقف إعلاميون ومثقفون وفنانون أمام الحراك الحضاري الذي شهدته الجنادرية في دورتها 25، مبرزين أهمية ذلك في ترسيخ حوار الحضارات والثقافات، حيث تجلى في العديد من الأنشطة، ولا سيما أوبريت «وحدة وطن» وضرورة الحوار مع الآخر، والندوات الفكرية التي شارك فيها أعلام من العالمين العربي والأجنبي، وتوج باستضافة فرنسا في المهرجان. ويبدو أن المشهد الجانبي وما عاشته كواليس الجنادرية، مليئا بما لم تتعامل معه عدسات الإعلام، وأبطال التغطيات الصحافية، ففي ركن ما كنت تجد على الدوام زملاء الكتابة والإعلام جورج قرداحي، والكاتب الصحافي جهاد الخازن، والنجم السوري زهير عبد الكريم، وكاتب «عكاظ» الدكتور صالح بن سبعان، والناقد السعودي محمد العباس.. في ركن من الفندق، كاد يسميه البعض ركن قرداحي، إذ كان هذا البهو في الفندق الذي تقيم فيه الوفود، وضيوف المهرجان بمكانة الخيمة في موقع المهرجان ملتقى للأحبة. «عكاظ» التقت بعدد من هؤلاء الإعلاميين والمثقفين ضيوف المهرجان، فيرى بداية الخازن، «أن ملتقى الجنادرية السنوي محفل ثقافي عربي جاءت رعاية المملكة له من عين خبيرة، تعرف مدى وأفق التاريخ والحضارة، وأهمية تلاقي الأمس باليوم.. وكم سعدت للمستوى التنظيمي لحفل الافتتاح، الذي رعاه الملك عبد الله، والمستوى الفني الذي ظهر به نجوم الأدب والفن صناع ومبدعو اللوحات الشعرية والأوبريت.. أيضا الأسماء الكبيرة التي حفلت بها الندوات في المهرجان، تستطيع عبرها كمتابع معرفة المستوى الفكري لها، وأهمية ما يطرح في هذا المهرجان.. وأعجبني اختيار الثقافة الفرنسية ضيفا على هذه الدورة». الكرم المعهود ويبادر قرداحي معلقا: «ربما كنت أكثر حظا من الكثيرين، في دعوتي مرارا لهذا الملتقى العربي الكبير ذي الطابع والنكهة.. وأيضا أؤكد الكرم السعودي المعهود، فدعوة هذه النخبة من الرواد كل في مجاله قد لا نجدها في كثير من المهرجانات العربية، التي وجدت وهجا إعلاميا كبيرا». ويأمل قرداحي «أن يعطي الإعلام العربي والعالمي المهرجان حقه الذي يتناسب مع ما تبذله الجهة المنظمة المتمثلة في الحرس الوطني». وحدة وطن عن الجانب الفني في حفل الافتتاح، يقول قرداحي: «أحب أن أتحدث عن ذلك، وتحديدا عن أوبريت (وحدة وطن) وكاتبه الشاعر ساري، الذي قدم أنموذجا جميلا في الكتابة عن وطن بحجم المملكة، ودورها المحوري في المنطقة والعالم سياسيا وثقافيا واجتماعيا، وأعجبني في الأوبريت إبراز الدور الإيجابي لخادم الحرمين الشريفين في الحديث والحوار مع الآخر من أجل استحداث صيغة تفاهم بيننا كعرب والعالم، ومما يلفت الانتباه ذلك المستوى الذي ظهر به فنان العرب محمد عبده، ورفاقه أثناء هذا العمل الوطني الكبير، حتى أنني ولاهتمامي الكبير به، كنت قد حضرت البروفات (الجنرال) في مقر العرض في الليلة التي سبقت الافتتاح، ولمست اهتمام أعضاء العمل عبده وماجد المهندس وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وعباس إبراهيم وغيرهم.. وفي النص كثير من اللوحات المميزة، وعلى وجه التحديد لوحة قال جدي». إيجابيات وأفكار ويوجز عبد الكريم حديثه: «باختصار المهرجان ملتقى جميل لأسماء كبيرة في عالمنا الثقافي والفكري، وأبناء الأوساط النقدية.. من الممكن أن تنتج عنه الكثير من الإيجابيات والأفكار التي تعيد للأمة أمجادها، فالثقافة سلاح قد لا يعي البعض مدى قوته». أما الدكتور بن سبعان فيقول: «المهرجان بالنسبة لي كسعودي، مناسبة بارزة من أي فعل ثقافي عاشته بلادنا، ومنارة لنا أن نفخر بها، وعلينا في الوقت نفسه أن نحافظ على مستواه الفكري، والمحافظة على تنامي نجاحاته، ولمعان اسمه بين مثقفي العالم». ويشير العباس في هذا السياق إلى أن «الحياة الأدبية لا تختصر بفعل دون غيره، والذي أراه أن كل نشاط ثقافي تبادر إليه العقول ويبادر إليه أيضا المسؤولون في مملكتنا، إضافة في سبيل الرقي والحضارة، ونحن في هذا المهرجان، نعتز كثيرا بأسماء كبيرة من أرباب الفكر والقلم، وهم يتناغمون حضاريا مع بلد يتكئ على إرث حضاري ليس له حدود، وتواجد هذه الأسماء الكبيرة أمر يسعدني شخصيا».