تقول الحكاية المنشورة في صحيفة عكاظ الخميس الماضي: عفا والد طفل توفي نتيجة خطأ طبي في نجران تسبب فيه أحد الأطباء، بعد تدخل مجموعة من أهل الصلح، الذين زاروا والد الطفل مع مجموعة من الأطباء معترفين بالخطأ أمامه وطالبين الصفح والتنازل على طريقة الصلح القبلي مقابل أي شيء يطلبه. والد الطفل المتوفى حسن آل حشوان أكد أنه فوجئ بجمع كبير من الأشخاص أمام منزله، يتقدمهم الاستشاري في مستشفى الولادة والأطفال في نجران الطبيب محمد محسين، ومدير مركز الرعاية الصحية بالنيابة الدكتور مجدي القوزي الذي كان مكلفا بإدارة المركز وقت وفاة الطفل، كذلك ناصر آل بحري وعدد من أفراد قبيلته، وطلبوا منه التنازل عن الحق الخاص، وعرضوا عليه مبلغا من المال أو منصبا قبليا كبيرا بحضور وجهاء القبائل، مقابل التنازل. وقال والد الطفل: «استقبلت الزوار في منزلي وطلبت من الأطباء المعنيين بالقضية إيضاح حقيقة وفاة ابني، فاعترفوا أنه راح ضحية الإهمال والتقصير خلال تعاملهم مع حالة طفلي، ونظير اعترافهم بالخطأ أعلنت العفو عن الطبيب دون مقابل ولوجه الله تعالى، وطلبت من الجميع الموافقة على دعوة العشاء، وحددنا ذلك خلال الأسبوع المقبل». حاولت «عكاظ» الاستفسار عن مسألة استخدام أطباء نجران منهج القبيلة من الناطق الإعلامي لصحة منطقة نجران صالح آل ذيبة، فطلب من الجريدة إرسال السؤال بخطاب رسمي من الجريدة، وأرسل الخطاب، ونشر الخبر، ولم يصل الرد. هذه الحكاية من المفترض أن تهز أركان المجتمع، لأننا هنا أمام تحول خطير، أو نكوص من دولة من المفترض أن تكون دولة مؤسسات وقانون إلى عهد القبائل، فحين تصبح أنظمة المؤسسات العامة «الوزارات»، قائمة على النظام القبلي، هذا يعني أنها ومع كل خطأ ستلجأ للجاهة أو تخفي الحقيقة، من باب أن الطبيب ابن القبيلة، والقبيلة يجب أن تقف مع أبنائه، وإن أدى الأمر للذهاب إلى والد القتيل لإغرائه حتى يتنازل. أقول: القتيل، لأنهم اعترفوا أمام والد الطفل أن سبب موت الطفل الإهمال والتقصير، أي هناك جريمة. بقي أن أقول: متى ستكف بعض الوزارات عن ممارسة هذا الدور؟ فالأطباء ليسوا أبناء الوزارة، إنهم موظفون يأخذون رواتب مقابل عمل، وحين لا يؤدون عملهم، عليها أن تعاقبهم لا أن تذهب لوالد القتيل تطلب منه الصفح. ويبقى السؤال الأهم: هل ستسحب رخصة ذاك الطبيب، أم سيترك ليرتكب خطأ جديدا، فتذهب الوزارة لوالد جديد، تغريه بالأموال ليتنازل عن الحق؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة