تفتتح في سرت الليبية السبت أعمال مؤتمر القمة العربية، وسيكون على رأس أجندتها "ملف القدس" والاستيطان الإسرائيلي في القدسالشرقية والأراضي الفلسطينية، إلى جانب ملفات أخرى عديدة، وذلك في غياب عدد من الزعماء العرب، بالطبع.. كل لأسبابه. يأتي انعقاد القمة العربية هذه المرة أيضاً، كمرات أخرى سابقة، وسط تطورات خطيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها تواصل أعمال البناء في مستوطنات في الضفة الغربية وفي مناطق داخل القدسالشرقية، وكأنها تكمل القمة السابقة التي جاءت على خلفية الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة بعملية عسكرية حملت اسم "الرصاص المصبوب." القدس والمفوضية ولا شك أن ملف القدس ستكون له الأولوية في هذه القمة، إلى جانب مبادرة السلام العربية، نظراً للارتباط الوثيق بهما بحكم ارتباطهما بملف عملية السلام في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن تنصب اهتمامات الزعماء العرب على اتخاذ موقف من قضية القدس ووضع آلية عربية "لإنقاذها"، خاصة وأن هذا الملف نال اهتماماً كبيراً خلال مناقشات وزراء الخارجية العرب، إلى حد أن الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، اقترح تأسيس مفوضية لشؤون القدس في مقر الجامعة العربية. غير أن هذا الاقتراح من جانب عمرو موسى أثار جدلاً بين بعض وزراء الخارجية العرب، حيث أشارت أنباء إلى رفض الأردن هذا المقترح بسبب مساسه المحتمل بمبدأ ولايته الدينية على المقدسات الإسلامية في القدس، كما أشارت صحيفة القدس العربي. وفيما تحفظ وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، على الاقتراح، عارضه أيضاً الوفد المغربي في اجتماعات التحضير الذي أشار لوجود هيئة عربية متاحة تحمل اسم القدس مقرة عربياً. تقاطعاً مع هذا الملف، برز ملف مبادرة السلام العربية ومطالب تمحورت خلال اجتماعات وزراء الخارجية العربية بسحبها، غير أنه تم التوصل إلى حل تمثل في تمديدها لعام آخر. ثمة ملف آخر، حظي بنصيب وافر من النقاش والخلافات، ويتعلق بفكرة إقامة علاقات وثيقة مع دول الجوار المؤثرة، أو مشروع "رابطة الجوار العربي"، أي تركيا وإيران، وهو الأمر الذي أيدته سوريا وعارضته مصر والسعودية والأردن. ملفات أخرى إلى جانب هذه الملفات، ستكون هناك ملفات أخرى حاضرة، لعل أهمها ملف المصالحات العربية، ومحاولة حل الخلاقات بين الدول الأعضاء. فهناك الخلاف المصري الجزائري، الذي نشأ على خلفية مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين خلال التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم المقبلة. وهناك خلافات أخرى، كالخلاف السوري العراقي والسوري المصري والسعودي العراقي والجزائري المغربي، رغم تفاوت حدتها. غياب الزعماء العرب كما في مؤتمرات عربية سابقة، يتغيب العديد من الزعماء عن القمم العربية، وذلك لأسباب يمكن عزوها إلى الخلافات. وفي هذه القمة يغيب الرئيس المصري حسني مبارك، الذي أجرى عملية جراحية في ألمانيا مؤخراً لاستئصال المرارة، ومن المنتظر أن يعود إلى بلاده اليوم السبت. كذلك يغيب العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وعاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد، والرئيس العراقي، جلال الطالباني، والرئيس اللبناني، ميشال سليمان، وسلطان عمان، قابوس بن سعيد، مع احتمال غياب العاهل المغربي، الملك محمد السادس.