سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة (دعم القدس) تبدأ اليوم في سرت.. ومقترحات ليبية بإنشاء «مفوضية عربية» رئيس الوزراء القطري ينتقد (الحصانة الاسرائيلية) في وجه العقوبات..ومون يدعو العرب الى التمسك بالسلام
بدأ القادة العرب بعد ظهر أمس بالتوافد إلى مدينة سرت الليبية لحضور القمة العربية التي تم التوافق على تسميتها «قمة دعم صمود القدس» فيما تعقد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعا مسائيا لصوغ الموقف العربي ازاء تطورات مسيرة التسوية. من جهته انتقد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم مساء الجمعة في سرت امام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «عدم فرض عقوبات دولية» على اسرائيل مؤكدا انها تتعامل «كأن لها حصانة». وقال بن جاسم في كلمته الافتتاحية لاجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في حضور مون «اننا معنيون بالسلام فهو خيار استراتيجي ولكن ما من خطوة اتخذتها الدول العربية الا وردت عليها اسرائيل بخطوة الى الوراء».ودعا «المجتمع الدولي الى ان يتحمل مسؤولياته» منتقدا «تعامل اسرائيل كأن لها حصانة فلا عقوبات دولية تتخذ بحقها».واشار بن جاسم الى ان لجنة المبادرة العربية وافقت في الثالث من مارس الجاري على بدء مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين «رغم اقتناعها بأنها غير ذات جدوى بسبب استمرار التعنت الاسرائيلي». وتابع «أردنا اعطاء ورقة للوسيط الاميركي واذا كان من أمل لدى الوسطاء سنساندهم ولكن لن تكون هذه المساندة على حساب قضيتنا».وقال «اننا نستذكر ما صدر عن قمة الدوحة العام الماضي»مشيرا الى انها اكدت ان «مبادرة السلام لن تبقى على الطاولة الى الابد».واعتبر رئيس الوزراء القطري ان التحرك العربي يجب ان «يبدأ بانجاز المصالحة الفلسطينية التي تأخرت كثيرا».وتابع «علينا (العرب) اعادة قراءة المستجدات وان نهيئ انفسنا باستمرار للتعامل مع كل الاحتمالات المرتبطة بعملية السلام».وقال ديبلوماسي عربي ان بان كي مون القى كلمة في الاجتماع المغلق للجنة المتابعة دعا فيها العرب الى التمسك بالسلام قبل ان يغادر ليواصل الوزراء العرب مشاوراتهم من دونه.وكان من المقرر ان يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاجتماع ولكنه لم يحضر. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في ختام الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة مساء الخميس ان لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستعقد اجتماعا مساء الجمعة «لمناقشة ما هو الموقف الذي سنتخذه (العرب) في حالة فشل» الجهود الاميركية والدولية لوقف الاستيطان الاسرائيلي، معتبرا ان «احتمالات الفشل اكبر بكثير». واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا الجمعة ان «لا تغيير في السياسة الاسرائيلية في ما يتعلق بمسألة القدس»، في اشارة الى اصراره على استمرار الاستيطان فيها وعلى الرفض الضمني للتفاوض حول مستقبل القدسالشرقيةالمحتلة وعلى اعتبار المدينة بشطريها عاصمة «ابدية» لاسرائيل. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للصحافيين ان عباس سيعرض على القمة العربية «اخر ما وصله من الادارة الاميركية» بشان الاتصالات التي تجريها الاخيرة مع اسرائيل لوقف الاستيطان. واعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه ان مبعوث الادارة الاميركية ديفيد هيل ابلغ الرئيس الفلسطيني خلال لقاء في عمان مساء الخميس انه «لم يتم التوصل بعد الى اتفاق بين الرئيس اوباما ونتانياهو لوقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية من اجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي». لكن ابو ردينه اوضح ان هيل اكد للرئيس الفلسطيني ان الادارة الاميركية «ستستمر في جهودها وستبقي الاتصالات الفلسطينية الاميركية مستمرة». واتفق وزراء الخارجية العرب الخميس على مشروع قرار سيعرض على القمة لاقراره يتضمن خطة لدعم صمود القدس. واضافة الى دعم مالي قدره 500 مليون دولار سيخصص لضمان بقاء المقدسيين على اراضيهم، اوضح وزير الخارجية الفلسطيني للصحافيين انه تم الاتفاق على «انشاء مفوضية للقدس تتبع الأمانة العامة للجامعة العربية، والتوجه لمحكمة العدل الدولية اما مباشرة أو من خلال جلسة خاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة» من اجل تأكيد عدم شرعية الاستيطان الاسرائيلي في القدس ونزع اي صفة قانونية عن كل الانتهاكات الاسرائيلية بما فيها هدم منازل المقدسيين. وقال المالكي ان وزراء الخارجية العرب ناقشوا كذلك امكان «عقد مؤتمر دولي خاص بالقدس». واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي انه «كان هناك توافق بين وزراء الخارجية العرب على تسمية قمة سرت ب»قمة دعم صمود القدس». وحتى الان، تأكدت مشاركة 12 دولة عربية على مستوى القادة في القمة. ولن يشارك الرئيس المصري لاسباب صحية في القمة التي يغيب عنها كذلك الرئيس اللبناني ميشال سليمان. ويترأس العقيد معمر القذافي، الذي غالبا ما اثار الجدل في القمم العربية بسبب مواقف وتصريحات خارجة على المألوف، القادة العرب لاول مرة في بلاده. وستسعى ليبيا التي ستترأس الجامعة العربية لمدة عام الى زيادة صلاحيات رئاسة القمة العربية. وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس ان ليبيا ستعرض على القمة «منح المزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة». كما اكد محمد الطاهر سيالة نائب وزير الخارجية الليبي لفرانس برس ان «ليبيا تتحدث دائما عن تطوير المنظومة العربية وعمل الجامعة»، وهي لذلك تسعى الى «تفعيل مجلس الامن والسلم بحيث تصبح هناك آليات لصلاحيات الرئاسة وليس ان تكون (محصورة) في اجتماع قمة يعقد وينفض». واكد ان رئاسة القمة التي ستتولاها بلاده يجب ان «يكون لها دور فاعل بين فترات انعقاد القمة وان تقود العمل في الامانة العامة للجامعة». واشار المصدر الدبلوماسي العربي الى ان ليبيا ستقترح انشاء «مفوضية عربية» على غرار المفوضية الاوروبية وتلك الافريقية مع تعيين وزير عربي «للشؤون الخارجية» واستحداث منصب مسؤول مكلف الدفاع. توالي وصول القادة العرب في الاطار ذاته يشارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في القمة العربية التي تبدأ أعمالها اليوم السبت في مدينة سرت الليبية، الزعيم الليبي يستقبل الرئيس السوداني لدى وصوله إلى سرت (الأوروبية) كما توالى وصول القادة والزعماء العرب الجمعة إلى مدينة سرت الليبية للمشاركة في القمة العربية، وقد وصل على التوالي كل من:الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ثم الرئيس السوداني عمر البشير الذين كان في استقبالهم بالمطار الزعيم الليبي معمر القذافي. وحرص القذافي الذي خص القادة العرب باستقبال حافل على جمع القادة الواصلين تحت مظلة خيمة نصبت بالمطار لمتابعة العروض الفنية التي تقدمها فرق للفنون الشعبية وحشد من الفرسان على صهوات الخيول العربية والأبل، بينما تقدم الفرق الاستعراضية وصلات فنية ورقصات شعبية. ووصل رئيس اتحاد جزر القمر احمد عبدالله سامبي، والرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد الذي كان في استقباله رئيس الحكومة الليبية البغدادي المحمودي. وكان أول الواصلين عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين الشيخ سعود بن راشد المعلا الذي يترأس وفد دولة الأمارات العربية في أعمال هذه الدورة التي قرر وزراء الخارجية العرب قبل اختتام أعمالهم الليلة قبل الماضية وضعها تحت شعار «دعم صمود القدس».وكان ثاني الواصلين نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد الذي سيمثل السلطنة في القمة.كما وصل الى سرت الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لملك البحرين. كما يشارك الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في أعمال القمة.