تحدثنا في مقالات سابقة عن القواعد القرآنية التربوية المنبثقة من الآيات الكريمات «ولكل وجهة هو موليها»، و«وما تلك بيمينك يا موسى»، واليوم نتحدث عن القاعدة التربوية المشتقة من ظلال «ادخلوا عليهم من أبواب متفرقة» قاعدة يعقوبية قرآنية غاية الروعة والجلال والجمال التربوي، ترسي لنا قاعدة تربوية فريدة. تقرر تلك القاعدة أن نتعامل مع أبنائنا بمداخل متنوعة وأبواب متفرقة ندخل عليهم من باب الإقناع تارة، ومن باب اللين تارة ثانية، ومن باب الحب تارة ثالثة، ومن باب الشدة المنضبطة رابعة، ومن باب التغافل تارة خامسة، وهكذا يتنقل من باب لآخر ومن أسلوب لآخر ليجد الأسلوب الأمثل لمفتاح الابن وتوجهيه، وكان للقرآن السبق التربوي، فنزل على قلوب صدئة، وأفكار عفنة، وعقائد فاسدة، فغير الخطاب القرآني المتنوع بمداخله التربوية، وأساليبه المختلفة، فجلى القوب الصدئة، وغيرالأفكار المنحرفة، وعدل العقائد الفاسدة بأساليبه الرائعة الفذة، ومداخله الثرية. من ترغيب إلى ترهيب إلى قصص إلى تأمل...، حتى إبليس اللعين يتبنى تلك القاعدة لغواية البشر، فيدخل على القلوب بمداخل مختلفة من صغائر، أو كبائر، أو لمم، حتى يوقع بني آدم في المعصية، أليس من الأولى على الآباء والأمهات ممارسة تلك القاعدة اليعقوبية القرآنية في تعديل الاتجاهات والميول؟ لتتغير السلوكيات. لقد طرحنا قواعدنا التربوية القرآنية التربوية جانبا وأهرقنا الدواء أرضا وجلسنا نبكي ونصرخ أين الطريق وكيف الطريق؟ كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول ولكي ندخل من الباب الصحيح نتلمس ذلك الباب من العلم الحديث، فالحكمة ضالة المؤمن، فلنا أن نعرف أنماط أبنائنا اختصارا :1 النمط المتفرد ابن حازم. ليس عنده خيارات بالمنتصف، ينظر لنهاية الأمر، يقبل التحديات، واضح ومباشر. طريقة التأثر عليه يحفز بنتائج. 2 النمط التحليلي منزو، مقيد ملتزم بالأنظمة والتعليمات، مستمع يزن جميع الاحتمالات قبل الإقدام علي أي عمل. طريقة التأثر عليه بالأدلة والمعلومات والتفاصيل. 3 النمط التعبيري: لذيذ وممتع يتسم بالإبداع. قد يكون عدائيا وقد يكون عاطفيا يتحول من قمة الحب إلى قمة البغض، يرتاح للحديث والعلاقات قبل البدء بأي مهمة. يعتمد على المشاعر يثار شعوريا بسهولة، كلمة تؤثر عليه طول اليوم. لديه قابلية عالية للمشاركة. طريقة التأثر عليه بالاستثارة الشعورية. 4 النمط الودي: مستمع محبوب وودود. علاقته فيها نوع من الدفء وتسهل مصاحبته. يستمتع بالاتصالات الشخصية والمسؤولية المشتركة. يحب كل الناس، لكن العلاقة الشخصية مع اثنين أو ثلاثة. يعمل على تحقيق الأهداف بعد تأسيس الروابط. متعاون مع الآخرين. طريقة التأثير عليه بالعلاقات الحميمة. كيفية التعامل مع أنماط الأبناء: أنت كأب وتريد أن تقنع أحد هذه الأنماط بسلوك تربوي معين ماذا تفعل؟ 1: المتفرد، حدثه عن نتائج السلوك مباشرة (أنت تستفيد كذا وكذا من تطبيقك لهذا السلوك). 2: التحليلي، أكثر من التفاصيل ودعم بالأدلة والبراهين والمعلومات (عقلي وإحصائيات). 3: التعبيري، حفزه لاتخاذ القرار عن طريق الاستثارة الشعورية. (ما أجمل السلوك وأنت تطبقه، ما شاء الله عليك) .4: الودي، حفزه بدفء ومودة بلمسات يد حانية وهمس رقيق وحضن أبوي محفز. (لأني ناصح لك، لأني أريد لك الخير، لأني أبوك ويهمني أمرك). وللحديث تتمة حول القاعدة التربوية في ظلال آية الشرح «فإذا فرغت فانصب». * مدرب ومستشار أسري [email protected] للتواصل نتلقى استفساراتكم ومشاركاتكم في صفحات الملحق عبر البريد الإلكتروني: [email protected] والفاكس 026764035