المشهد الأول: فواتير هاتف نقال دون حساب، تهطل عليك على شكل رسائل قصيرة sms، لتبلغك أنك مطلوب فورا «لتكع» مبلغ وقدره، لماذا؟، كيف؟، أسئلة ليس من حقك أن تسألها، حتى وإن اتعبت نفسك، ستجد قائمة طويلة من الأعذار، التي يتحملها «السيستم» الغلبان دون أن يشتكي. اصرخ اطلب مشرفا، اشتك لهيئة الاتصالات، كن شجاعا أكثر وهدد بأنك سوف تنتقل إلى مشغل آخر، لن تحل مشكلتك، وستجد الرد جاهزا، «كما تحب» وفق أدبيات التسويق، أما بصورة واضحة فهي : «ما همنا فيك». **** المشهد الثاني: تعطلت السيارة تحتاج إلى مبلغ وقدره، الحل جمعية مع الزملاء، يهبون لنجدتك، تخرج مزهوا بالمبلغ الذي سيطفئ نيران تعبك على السيارة التي تحملك وأسرتك إلى العمل والمدارس والمستشفى. تدخل السيارة إلى الورشة مع ورقة محشوة بطلبات قطع الغيار، وأجر تصليح يكسر الظهر، انتظار، مرمطة، وأخيرا خرجت السيارة مع ورقة بالية عليها بقايا زيت محروق كتب عليها فاتورة، وبعد أيام تتساقط السيارة أمام ناظريك. ارجع طالب بحقك نظرة سريعة وتصليح مؤقت، وتعود إلى المسلسل ذاته، اشتك، اصرخ، طالب بحقوقك ستجد العذر «سيارتك تعطلت بأسباب أخرى»،اتجه إلى الحقوق المدنية، مندوب ثم بعد أيام خبير، وتقديرات، وأخيرا لا حل، أو بالأصح «ما همنا فيك». **** المشهد الثالث: سمير الصاعدي طالب سعودي يدرس في جنوب فلوريدا الأمريكية، يتصل بمطعم بيتزا، ويخبر مسؤولة الطلبات أنه في الطريق ويود أن يصل والطلب جاهز، تعيد عليه طلبه وتؤكده هاتفيا وفقا للأنظمة والقوانين ثم تشكره على اختيار المطعم. يصل الصاعدي وتكتشف المسؤولة أنه يحمل ورقة من فئة 100 دولار، وهي حالة شبيهة بمن يحمل 500 ريال وينزل إلى بقالة الحارة ليشتري بخمسة ريالات تونة وخبز. تعتذر موظفة المطعم بحرارة ويرد عليها بأن تنتظره كي يذهب إلى السوبرماركت المجاور كي يشتري بعض الحاجيات ويعود ليدفع حق طعامه ويستلمه. تبتسم المسؤولة وتؤكد للطالب أن الخطأ منها لأن النظام يشدد على أن تبلغه هاتفيا قبل حضوره أنه لا يوجد لديها متبقى (باقي الفلوس) لمبلغ كبير، ولذلك وجب عليها أن تعطيه قطعتي بيتزا من الحجم الكبير مع مشروب صودا مجانا مع اعتذار حار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة