الشاعر العراقي يحيى السماوي المحكوم بالإعدام زمن صدام الطاغية والشهيد، كان قد شاخ كثيرا عن المرة الأولى التي التقيت به عام 1993م، في ذاك الوقت كان هناك أمسية لتكريم شاعر في جدة، طلب منه أن يلقى قصيدة، بعد قصيدته قلت لمحمد صادق دياب: لو كنت الشاعر المكرم لرفضت أن يلقي قصيدة لأن شعره أجمل من شعر الشاعر المكرم. في المرة الثانية كانت الصدفة قد أعدت لنا لقاء ونحن في المطار، ننتظر موعد رحلتنا المتوجهة من أبوظبي إلى الرياض يوم الثلاثاء الماضي. تعارفنا من جديد، وجلس يروي حزنه، كان قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل أن يلجأ إلى أستراليا، ويأخذ جنسيتها، راح يروي عن أستراليا الجميلة حد الدهشة وهو يفتح جهاز «اللاب توب» لنتابع الصور سويا. صورة وهو في دار الأوبرا وفرقة «زافاير» تعزف لحنا فيما هو يلقي قصائده، وثمة من يترجم للحضور حبه للعراق. صورة وهو بجانب عمدة المدينة، قال يحيى: سألني العمدة من ستنتخب، فأخبرته أني مع العمال دائما لهذا لن أنتخبك، لم يغضب، وبعد أسبوع دعاني لحفل غداء في بيته، لأن الانتخابات شيء والصداقات شيء آخر. صورة للبرفيسور الأسترالي «توماس شابكوت» وهو بجانبه، قال يحيى: «توماس» قال لي أتمنى أن أراك شاعر أستراليا الأول يا يحيى. يقول السماوي: حين ذهبت لألقي قصائدي في أوروبا، ترجوني أن أضع شعار أستراليا على صدري كممثل لهم. ولم يلق يحيى أي قصيدة في ذاك المهرجان عن أستراليا، ومع هذا كانت أستراليا فخورة بشاعرها وهو يروي حزن نخيل العراق. أحببت أستراليا رغم أني لم أذهب إليها، فالمدن التي تحب مبدعيها وإن كانوا مجنسين، وتفتخر بهم وإن لم يمدحوها، نحبها وإن لم نراها. فهي أي أستراليا أعلنت منذ البداية أنها تحب أبناءها وإن كتبوا قصائد حب لمدن أخرى، فهي تؤمن بحرية الإبداع، وحرية الحب، المهم أن يقدم أبناؤها الجمال وهم يضعون على صدورهم شعارها، ليعرف العالم أن أستراليا تحب الجمال؟ سألته: لماذا لا تحبنا المدن التي نحبها يا يحيى؟ تركنا السؤال في صالة الانتظار، ومضينا إلى الطائرة، كان حزنه قد أنهكه تماما، وكانت أستراليا تحبه وتفتخر به مع أنه لم يكتب لها، فهو يحب العراق، فيما العراق أحب صدام وأمريكا وإيران وتجاهل أبناءه الشعراء في المهجر، فكتب يحيى عن وطن «كان يسمى جنة الأرض.. أو العراق». S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة