فاض الكيل أخيراً بطالبات جامعة أم القرى فبعد شعورهن بالضيق جراء إلزام إدارة السكن بتضمين كل غرفة تسع طالبات تحولت الحالة إلى خوف من إجراءات الإدارة بإغلاق النوافذ بعوازل حديدية من الخارج. وتحركن الطالبات من منطلق تحول الغرف الموصدة إلى مقبرة حقيقية في حالة حدوث حريق، فاشتراطات الدفاع المدني تنص على أن تحتوي البنايات على نوافذ واسعة وشبه مفتوحة من أجل أن تتخذ كمخارج طوارئ أثناء اندلاع نيران. عند الولوج داخل مسكن طالبات جامعة أم القرى في مكة تجد أن الوضع بالغ الصعوبة، وبحسب ما نقلته ل «عكاظ» طالبات يسكن هناك، فإن النوم بجوار دورات المياه وعلى سرر أرجلها من بقايا مجفف الملابس بات خياراً وحيداً في ظل التكدس، كما أن تناول الطعام على الأرض واستذكار الدروس بين الملابس المتسخة والأتربة أصبح وضعاً مشاهداً على الدوام. وفي ذلك تقول الطالبة ف. ب «بداية المعاناة كانت عندما تعرض سكن طالبات الطب إلى سوء في الخدمات وعدم صلاحية المبنى للسكن، وقررت عمادة شؤون الطلاب للإسكان والتغذية الإخلاء العاجل لسكن الطب ونقله إلى سكن «ج»، مشيرة إلى أن العدد الكبير لطالبات سكن «ج» دفع الجامعة إلى إخلاء نزيلات الأدوار الأول، الثاني والثالث من أجل استيعاب طالبات الطب البالغ عددهن 120 طالبة». بينما تقول الطالبة ن . أ «الطالبات المنقولات إلى الأدوار العليا في السكن لم يجدن الراحة والاستقرار وتكبدن خسائر مادية في الفصل الدراسي الأول حين بادرن إلى شراء أجهزة كهربائية ومواد غذائية وأدوات للطبخ وإثاث». وتؤكد خ . ح «أجبرونا على إخلاء الغرف وأن من لا ترضخ للأمر ستتم معاقبتها بالفصل مع استدعاء ولي أمرها، وتم إجراء حوار بين الطالبات والعمادة ووكيلة عمادة الإسكان والتغذية في جامعة أم القرى ليس للأخذ والعطاء في المقترحات ولكن لفرض الأوامر بالنقل فقط والتهديد إذا لم نستجب». وتقول ر. ف «نحن طالبات علم ولسن سجينات حتى يتم التعامل بهذا الشكل». وتعتبر ب .ث أن السكن تحول إلى مرمى نفايات «ففي الغرف تتلاصق السرر ولا يوجد مكان لخزانات الملابس، وأثناء نقل العفش من الطوابق التي أخليناها إلى العلوية تم نقلها عن طريق العاملات اللاتي أخذن مبالغ مالية نظير ذلك». وتطالب و. م من يملك المسؤولية في طالبات العلم المبتعدات عن أسرهن في إيجاد مبنى مناسب على الطريقة السابقة التي كانت تتيح العيش بهدوء دون عناء. من جهته، أوضح ل «عكاظ» وكيل عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس والعلاقات العامة والإعلام الدكتور علي الغامدي، أن نقل طالبات الطب من مسكنهن إلى سكن بديل تسبب في حصول مضايقات للطالبات السابقات في السكن والأمر أتى «كحل مؤقت» بعد أن أخل مالك السكن السابق ببعض بنود العقد. وأكد وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور بكري العساس، أن لجنة شكلت لدراسة أوضاع سكن الطالبات في الجامعة وضعت الترتيبات النهائية لاستئجار مبنى في العوالي لإسكان الطالبات و«هناك دراسة لإمكانية استئجار مبنى لإسكان الطالبات في حي الزاهر ويشكل منظومة مجمع للطالبات مكونا من ثلاثة مبان».